و.ض.أ/ خاص
أختتمت في مدينة البصرة يوم السبت الماضي فعاليات ملتقى الرواية الثاني الذي جاء تحت شعار (الرواية العراقية آفاق تتجدد) وخصصت هذه الدورة لتكريم الروائي العراقي الراحل فؤاد التكرلي تثميناً لمنجزه في رفد الرواية العراقية والعربية وقد أقيم هذا الملتقى بدعم من وزارة الثقافة ومجلس محافظة البصرة فضلاً عن مساهمة من قبل الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق
الملتقى الذي أقيم على مدى يومين متتاليين أعلنت فيه الهيئة الإدارية في اتحاد أدباء البصرة عن تأسيس جائزة محمد خضير للقصة القصيرة هذه الجائزة التي ستقام كل سنتين تسعى لدعم النتاج القصصي العراقي ومن ثم النهوض مجدداً بهذا الفن الذي أكلت الرواية كثيراً من جرفه
أعلن هذا الشاعر كريم جخيور رئيس اتحاد أدباء البصرة مبيناً أن هناك لجنة تحضيرية للمسابقة ستشكل قريباً وأمانة عامة للمسابقة من نقاد وأكاديميين كما طالب جخيور الحكومة المحلية في البصرة بتخصيص الدعم المادي لهذه المسابقة على أن تجرى مرة كل سنتين
وأشار إلى أنه منذ أكثر من ستة أشهر ونحن نعمل على إقامة هذا الملتقى وكان اللجنة الثقافية مدعومة بآراء كتاب وأكاديميين تعمل بجد وتواصل من أجل إتمام فعاليات هذا الملتقى وقد تمت تسمية هذه الدورة باسم الراحل الكبير فؤاد التكرلي عرفاناً لما قدمه للرواية العراقية والعربية وأود أن أشير إلى أن اللجنة الثقافية قد أرسلت محاور نقدية متعددة إلى النقاد والباحثين لكن أكثرهم ارتأى الكتابة في محاور متقاربة وهو ما سبب خللاً في إنضاج المحاور الأخرى وهذا ما سنعمل على تداوله في الدورة المقبلة
وفي كلمة الاتحاد العام للأدباء والكتاب التي كتبها وألقاها الشاعر كاظم الحجاج خاطب الحاضرين بقوله: أيها المثقفون العراقيون القادمون من مدن العراق يا أبناء وطن يراد له أن يعود شعوباً وقبائل وأحزاباً نحن هنا في البصرة العراق أعني البصرة التي كانت عراقاً وحدها قبل تأسيس العراق كانت عراقاً كما كانت الكوفة عراقاً آخر
ولقد وفت كلتا المدينتين بشرف حملهما اسم العراق قبل تأسيسه بأن اشتغلتا تثبيت لغة العراق والعرب وجعلها مؤهلة لأن تعيش إلى الأبد بين لغات الأرض
وأضاف: أيها الروائيون ها أنتم تعيشون في عصر استيراد الرواية العراقية المأساوية منذ 40 عاماً كونياً أو أكثر أعني الرواية الغرائبية والعبثية التي عشناها حروباً ساخرة ومجاعات نحن المسالمين ونحن الأغنى بين الناس فماذا تنتظرون لتكتبونا جميعاً؟
حضر الملتقى أكثر من ستين روائياً وناقداً من مختلف المدن العراقية فضلا عن أدباء مدينة البصرة المضيفة. وقد قسمت جلساته على يومين بواقع جلستين في كل يوم. يوم الافتتاح كان على قاعة اتحاد رجال الأعمال وسط المدينة، وبعد قراءة الكلمات الترحيبية افتتح المعرض الشخصي السادس للشاعر والفوتوغرافي صفاء ذياب بعنوان (خان زمان) وقد ضم 35 صورة فوتوغرافية عنيت بعمارة وتراث مدينة البصرة. ومن ثم عقدت الجلسة النقدية الأولى التي كان محورها (الرواية في البصرة) وشارك فيها كل من الدكتور حسن سرحان، وبشير حاجم، ومقداد مسعود وعبد علي حسن، وبعد انتهاء الجلسة النقدية الأولى، ألقيت شهادتان روائيتان لخضير فليح الزيدي ونصيف فلك. أما الجلسة الثانية فقد أقيمت في قاعة فندق العيون، وكانت بمحورين: (فؤاد التكرلي والرواية العراقية) و(السردي النسوي.. رؤى وتجارب) شارك فيها: الدكتور سلمان كاصد، محمد رشيد السعيدي، عبد الغفار العطوي وأشواق النعيمي
اليوم الثاني كان بجلستين نقديتين أيضاً، الأولى بعنوان (التمثلات الجديدة في الرواية العراقية)، وكانت الأوراق النقدية للدكتور فاضل عبود التميمي، عباس عبد جاسم، الدكتور ظافر كاظم، الدكتور خالد علي ياس، والدكتور جاسم الخالدي. هذه الجلسة اختتمت بشهادة روائية للكاتب سعد محمد رحيم. في حين كانت الجلسة الختامية بعنوان (التقنيات السردية المجاورة في الرواية) وبحوثها قد قدمت من قبل: الدكتور ضياء الثامري، أحمد ثامر جهاد، والدكتور محمد أبو خضير. في حين قدم عبد الكريم العبيدي وباسم القطراني شهادتين عن تجربتيهما الروائيتين
وعلى الرغم من سعي اللجنة الثقافية في الملتقى لتقديم أوراق بحثية تسهم في إعادة قراءة الرواية العراقية بشكل مغاير، غير أن هذا السعي لم يؤت ثماره، إذ جاءت أغلب الأوراق النقدية بما يشبه قراءات في روايات معينة من دون التفكير بالآليات النقدية وتحولات الرواية العراقية أو كيف يمكن أن ننهض بهذا الفن الذي يشهد إقبالاً كبيراً لم يشهد له نظير من قبل”.
Share