و.ض.أ / لبنان / خاص
تحت عنوان: “الإعلام والانحياز الطائفي والمذهبي” عقد منتدى الحوار المفتوح في معهد المعارف الحكمية لقاءً حواريًّا جمع لفيفًا من الإعلامين اللبنانين والمهتمين بالشأن الإعلامي،والتي حضرته ( وكالة الأضواء الاخبارية ) أدارت اللقاء الإعلامية بثينة عليق ففتحت باب النقاش بعدة أسئلة حول دور الإعلام في حياة الشعوب، وهل يميز العاملون في المجال الإعلامي اليوم بين كتابة الخبر وتدبيج مقالة؟ لتعطي الكلام إلى صاحب وكالة دلتا للأبحاث والدراسات المعمّقة الأستاذ محمود حيدر والذي تحدّث عن أن التماهي مع فلسفة الفوضى الخلّاقة هي أكثر التجلّيات حدّة في الأداء الإعلامي، والتي تعبّر عن نفسها بتسعير ثقافة الفتنة، معتبرًا أنّ كلّ القنوات التلفزيونية مشاركة بالفتنة بشكل أو بآخر، حتى القنوات التي تدرأ الفتنة، لأن الحديث عن مشاريع الفتنة من قبل هذه الوسائل الإعلامية بمثابة ترويج لهذه النظريات بشكل غير مباشر، مشدّدًا على أنّ هذه القنوات لا تملك استراتيجية دقيقة في مواجهة الفتنة.
وعن دور وزارة الإعلام اللبنانية في ضبط الخطاب الطائفي والمذهبي تحدّث الأستاذ خضر ماجد، مدير مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الإعلام، عن أن الخلل يكمن في البنية الهيكلية لوسائل الإعلام في لبنان، والمبنية على أساس توزع طائفي ومذهبي، معدّدًا أنواع الخلل المهني في نشرات الأخبار التلفزيونية التي أصبحت مقدّمات للرأي، بينما لا يتجاوز دور وزارة الإعلام عن الموعظة بالكلمة الحسنة في توجيه الوسائل الإعلامية اللبنانيّة، دون أن تمارس دورها في ضبط الخطاب الإعلامي ضمن المعايير الإعلامية الصحيحة. وتماشياً مع هذا الدور الحيادي لوزارة الإعلام، وفي ضوء ما ذُكر من ثغرات في الأداء الإعلامي اللبناني، جاء كلام الصحفي الأستاذ نصري الصايغ في غاية التشاؤم راثيًا الإعلام متحدّثاً عن الطائفية التي اغتالت الكلام، معتبرًا أن الإعلام في لبنان مهزوم، ويعمل في السخرة عند المذاهب والدين والحقائب المالية الذين إذا اجتمعوا شكّلوا معاً ما أسماه دكتاتورية كاملة، وأنّ الاعلام بات موظفًا في آليات التزوير المقصودة، واكتسب مناعة ضد الضمير، وأن حجم التجهيل والتدجيل وصل إلى حد لا يمكن أن تصدّق ما تقرأه، أو تسمعه أو تشاهده؛ لأن نقيضه ستسمعه في وسيلة إعلامية مناقضة لوسيلة إعلامية أخرى. فالوسائل الإعلامية أصبحت عقائد، والتابع مقلد، والمقلد مصدّق، وما ينتجه الإعلام في ميدان الرأي فهو أغلبه معيب، ولبنان السياسي أصبح يمارس السياسة خارج مؤسّساته السياسية. خاتمًا كلامه بأنه رغم كلّ هذا التشاؤم إلّا أنه توجد نقاط مضيئة ولكن ستنطفئ أيضًا .
وعن الخطاب الطائفي تحدّث نائب مدير إذاعة النور السيد يوسف نور الدين مؤكّدًا أنّ الإعلام جزء من طبيعة النظام الطائفي، وأنّ المحطات التلفزيونية يغلب عليها اللون الواحد؛ لهذا السبب تتحول المؤسسة إلى مؤسسة تخدم المشروع الطائفي. متسائلًا لماذا نعتبر الخطاب الديني الطائفي خطابًا تحريضيًّا بينما هناك خطابات تحريضيّة ولو كانت من منطلق غير طائفي؟ مميزًا بين الخطاب الديني والخطاب الطائفي، ليطرح سؤالًا عن مهمّة الإعلامي الحقيقيّة، هل البحث عن الحقيقة، أم أنها أصبحت تنساق وراء الرغبة في تحقيق نسبة مشاهدة أكبر على حساب الحقيقة؟
هذه المداخلات أثارت نقاشًا بين الحضور بين مؤيدٍ ومخالف لما ورد. ففي حين اعتبر الإعلامي نسيب شمس أن الإعلام اللبناني أصبح أداة استغباء للجمهور المتابع. رأى الأب يوسف مونس أن الأزمة هي أزمة أخلاقيّة كوننا وأدنا العقل.. أمّا الإعلامية ليلى مزبودي فقد سجلت تحفّظًا على كلام الأستاذ نصري الصايغ في تعميم الكلام تجاه الإعلام، معتبرة أنه تعميم مجحف. ولفت مدير العلاقات العامة في تلفزيون الجديد الأستاذ إبراهيم الحلبي في مداخلته إلى غياب عدد من وسائل الإعلام عن هذه الندوة، مشيرًا إلى ضرورة التنوع بالمشاركة كي يؤدي هذا الحوار إلى نتيجة، معتبرًا أن الاصطفاف الإعلامي تمامًا كالاصطفاف السياسي، مؤكّدًا أنّه لا توجد إمكانية إلى ضبط الرأي وتصويب العملية الإعلامية.