و.ض.أ / كريم شنان الطائي
ضمن نشاطات مركز تراث البصرة التابع لقسم شؤون المعارف الإسلامية والإنسانية في العتبة العباسية المقدسة ومن حلال ندواته وأمسياته وتحت عنوان ( أضواء في الصحافة البصرية) فقد تم استضافة علمين من أعلام البصرة وهم الأديب إحسان وفيق السامرائي والصحفي عبدالامير الديراوي الذين سجلا حضورا فاعلا للثقافة البصرية تعرفهما البصرة كما تعرف شطها المعطاء وهما من الأقلام البارزة التي سجلت بصمات على الساحة البصرية وفي صحفها وأعلامها ، منذ الستينات ولغاية هذه اللحظة ، هذه مقتطفات متواضعة من سيرة هؤلاء الظيوف التي قدمها مدير الجلسة الدكتور عامر السعد ، وذلك صباح هذا اليوم السبت الموافق 9/4/2016 ، وذلك في مقره الكائن في منطقة الغدير ، وبحضور الأستاذ الدكتور حميد احمد حمدان معاون عميد كلية الآداب الاسبق و الروائي محمد خضير والدكتور حامد الظالمي والعديد من الأدباء والإعلاميين في البصرة ، وفي بداية الجلسة قال الأستاذ السامرائي : أتمنى أن اتمكن من عرض صفحات من تاريخ الصحافة البصرية مع علمي إن الكل مطلع عليها ، فكانت أول جريدة بصرية صدرت عام 1889 أي قبل أكثر من مئة وثلاثون سنة ، وصدرت في البصرة أبان الحكم العثماني أكثر من (17) جريدة ، وفي ذلك الوقت كان الواقع الأمي يسود تلك الفترة لقلة المدارس ، ولكن ظلت هذه الرسالة مستمرة على الرغم من استغلالها من بعض الأحزاب القومية والحركات الأخرى ، بحكم ظروف البصرة بحيث يوجد فيها أكثر (1300) رجل إعلامي بين أديب ومفكر وتراثي ، وان التاريخ يمجد هذه المدينة ، رغم تعرض البصرة إلى هجمات وغزوات ولكن تتجدد البصرة بأبنائها ورجالها ، كما إن هناك توافد روحي بين العناصر الوافدة ، وأنا من هؤلاء الوافدين على الرغم من إنني عشت في البصرة أكثر من خمسين سنة ،وهذا الجانب يعطي صورة للتسامح والمحبة التي تواجهنا في ذلك الوقت ، من جانبه أكد الأستاذ عبدالامير الديراوي إن البصرة مرت بفترة ذهبية نستطيع أن نقول عنها قياسا إلى ماسبقتها وما ماتلتها من فترات ، لذلك سأتحدث فترة كانت عندما تتطور عندي فكرة الصحافة ،رغم إني لم انهي دراستي الإعدادية وبالتحديد عام 1964 ،حيث لفت نظري أكثر من دليل في البصرة من بينها جريدة النهار ، والبريد ، والحياة، والثغر ، والخبر ، والبصرة ،فضلا عن صدور جريدة يومية تحمل اسم الخليج العربي ، وتلك صدرت بإمكانات حكومية وأهلية مزدوجة بين وزارة الإعلام وشركة طباعة أهلية نقلت إلى البصرة ، بالتعاون مع شركة خاصة اهلية لكون ان الحكومة في ذلك الوقت لاتمتلك امكانات لطبع واصدار الجريدة بشكل يومي كونها جريدة سياسية ، خاصة ان الدولة كانت تريد من خلالها تعبر عن مواجهة بعض التيارات والحركات الدينية في ذلك الوقت ، والتي كانت تريد ان توسع رقعتها في منطقة الخليج العربي ، وكان رئيس تحريرها من بغداد وهو الاستاذ سجاد الغاسمي ،اردت ان اضيف في هذه المقدمة البسيطة بان الصحافة تنطلق من راي عام وطني وذلك ياتي من خلال كتابها وحسب الموقف السياسي في تلك المرحلة التي ظهرت فيها الصراعات السياسية خاصة بعد ثورة 14 تموز ، ومن هنا كانت بعض الصحف البصرية تلتزم الصمت تجاه تلك الصراعات ، لقد بدات العمل الصحفي في مرحلة تختلف مساراتها المهنية والعملية عما يجري اليوم ، لان التطور الصحفي من خلال التقنيات في هذه المرحلة جعل العمل الصحفي اسهل وقد يكون مهيأ له كل السبل ، هذه مقتطفات قليلة من سيرة الاستاذ الديراوي في هذه الندوة ، ومن الجدير بالذكر فان الديراوي بدأ العمل في الصحافة كما قلنا عام 1964، ودرس الاعلام في القاهرة وتخرج من كلية الاداب جامعة عين الشمس ، وعمل في صحف بصرية وعراقية في بغداد والبصرة ، وما زال يكتب في جريدة الصباح من خلال مقالاته القيمة ، وهو الان يعمل مدير مكتب شبكة الاعلام في البصرة ، هذا وقد كان التفاعل ازداد منخلال المناقشات والمداخلات والاسئلة من قبل الحاضرين في الندوة .
Share