و.ض .أ / خاص
قال السيد أمين عواد، مدير المكتب الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المفوضية السامية للامم المتحدة لشؤون اللاجئين، في ختام زيارته الى أربيل والبصرة إن العراق سوف يظل بحاجة الى قدرٍ أكبر من المساعدات الإنسانية حيث لا تلوح أية بوادر على أن أزمة النزوح في البلاد قد خفت حدتها، مع وجود أكثر من ثلاثة ملايين و400 ألف شخص نازح واستمرار الصراع الذي تسبب بمغادرة الآلاف من الأسر الأخرى منازلها بحثاً عن الأمان.
وخلال محادثاته في أربيل مع السيد نيجيرفان بارزاني، رئيس وزراء حكومة اقليم كردستان، وعدد من كبار الوزراء، أشاد مدير المفوضية الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بكرم السلطات في اقليم كردستان في توفير المساعدات الإنسانية الى كل من اللاجئين السوريين والنازحين العراقيين رغم التحديات الإقتصادية الخطيرة التي يواجهها الاقليم. وتعيش نسبة 98% تقريباً من اللاجئين السوريين في العراق في اقليم كردستان، بالإضافة الى أكثر من مليون عراقي ممن نزحوا نتيجة للصراع – وهو رقم يمثل نسبة 25% من سكان اقليم كردستان.
وزار السيد أمين عواد مخيم ديباكه في قضاء مخمور في اقليم كردستان العراق، حيث لجأ إليه أكثر من ستة آلاف شخص نزحوا حديثاً بحثاً عن المأوى وهم يقيمون في أماكن مكتظة. وسوف توفر المفوضية مأوى إضافياً لـ 550 أسرة في مخيم جديد سوف تُنشِأه الوكالة بوضع خيم في ملعب لكرة القدم.
وهذه الأسر في ديباكة كانت قد فرّت من قُرَاها مع مواصلة القوات الأمنية العراقية عملياتها لاستعادة السيطرة على القرى التي تسيطر عليها الجماعات المتطرفة.
وأقرّ مدير المفوضية الاقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بأنه من المُرجح أن يزداد الوضع سوءاً. وحذر قائلاً: “مع إستمرار تقدم القوات الأمنية العراقية باتجاه نهر دجلة، يواصل المدنيون الفرار من منازلهم خشية أن يعلقوا في الإشتباكات العسكرية. ونتوقع وصول أعداد تصل إلى 30 ألف نازح جديد الى مخمور في الأسابيع القليلة المقبلة.” وبيّنَ أن المفوضية تقوم بوضع خطط طوارئ لتتمكن من الاستعداد لحالات النزوح الجديدة. وأضاف: “سيتعين على المفوضية بناء قدرات إضافية لإستقبال النازحين، ونحن نقوم بمسح للمواقع الممكنة لمخيمات جديدة لإيواء 20 ألف شخص إضافي.”
وفي البصرة، قام مدير المفوضية الإقليمي بزيارة مركز جماعي يأوي 90 أسرة نازحة في هيكل سوق تم تأهيله وتقسيمه لتأمين الخصوصية والكرامة للأسر. كما التقى بالعوائل التي كانت تتلقى لوازم الإغاثة العاجلة من موظفي المفوضية.
وأشاد السيد أمين عواد أثناء لقاءه كبار المسؤولين في المحافظة بالجهود المبذولة من قبل السلطات لتوفير المساعدة الى طالبي اللجوء، ولاسيما اللاجئين السوريين في العراق، في الوقت الذي يتعين عليها فيه التعامل مع حالات النزوح الداخلي واسعة النطاق. ولقد استقبلت البصرة أكثر من 3 آلاف و500 أسرة (نحو 21 ألف شخص) ممن نزحوا من محافظتي الانبار ونينوى منذ عام 2014.
واختتم السيد أمين عواد قائلاً: “ما شاهدته في البصرة يعتبر أمراً مُشّجعاً للغاية، فالكرم والتضامن بين العراقيين تخطى حدود الطائفية والعشائرية. إن هذا التضامن يعطينا أملاً في المستقبل.”
وعلى الرغم من إحتمال زيادة الطلب للمساعدات الإنسانية، فإن التمويل الكلي لخطة عام 2016 لمساعدة نحو 250 ألف لاجئ سوري في العراق (الخطة الاقليمية للإستجابة للاجئين السوريين وتعزيز القدرة على الصمود-3RP) لم يبلغ سوى نسبة 23%، بينما لم يتم تمويل خطة الإستجابة الإنسانية للامم المتحدة في العراق لهذا العام سوى بنسبة بلغت 22% فقط.
Share