و.ض.أ / كربلاء/ فراس الكرباسي
من الرحاب الطاهرة في كربلاء ومن صحن الإمام الحسين وللسنة الثانية عشرة على التوالي، انطلقت فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالمي وتحت شعار (الإمام الحسين مشكاة الحرية ونبراس الشهادة) الذي تقيمه وترعاه العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية إحياءً وتخليداً لذكرى ولادة الإمام الحسين والأقمار العلوية من آل بيت الرسالة.
حفل الافتتاح استهِل بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم بصوت المقرئ الحاج أسامة الكربلائي وشهد حضوراً واسعاً لشخصيات ثقافية ودينية وأكاديمية من داخل وخارج العراق وقد نقلته وسائل إعلام مقروءة ومسموعة ومرئية محلية وعربية وعالمية والتي حضرتها وكالة الأضواء الاخبارية .
ابتدئ الحفل بكلمة الأمانتين العامتين للعتبتين المقدستين الحسينية والعباسية ألقاها المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي وقد ابتدأها بعبارات الترحيب بضيوف المهرجان من داخل وخارج العراق مهنئهم بذكرى المولد العطر لسبط النبي الإمام الحسين، ثم بين فيها قائلاً: “إنّ طبيعة التحدّيات والفتن التي يمرّ بها بلدُنا والعالم الإسلامي وإن اتّسمت في ظاهرها بطابع العنف الدمويّ من تفجير وقطع للرؤوس وخطف وتهجير إلّا أنّ منهج التطرّف والتكفير والإفساد العقلي والفكري والثقافي هو الذي يمثّل التحدّي الأكبر الذي ينبغي التوجّه اليه موقفاً وعملاً ورأياً وإعلاماً”.
جاءت بعدها كلمةٌ لرئاسة ديوان الوقف الشيعيّ ألقاها بالإنابة فضيلة الشيخ حيدر السهلاني كان ممّا جاء فيها: “إنّ الفتن الشديدة التي يمرّ بها عالم اليوم والتجارب الكثيرة التي طوتها البشرية في تاريخها الطويل، تتطلّب من جميع عقلاء البشر إعادة التأمّل في الطريقة التي تُعالَج بها شؤون الخلق وتُدار بها أموره ونظمه المعيشية”.
بعدها شنّف الشاعر الكبير مضر الآلوسي أسماع الحاضرين بقصيدةٍ من الشعر العمودي أعاد فيها الى أذهان الحاضرين الأصالة الشعرية العربية بالأسلوب الراقي وجزالة اللفظ وقوة الإلقاء، حيث انعكس ذلك على الحضور من خلال تفاعلهم مع مقاطع القصيدة.
ثم تلتها كلمة لوفد جمهورية جورجيا ألقاها بالإنابة عنهم الأستاذ فارض اسماعيلوف الأستاذ في الحضارة الإسلامية التي استهلّها بتقديم التهاني والتبريكات للأمّة الإسلامية بذكرى ولادة سبط النبيّ الأعظم الإمام الحسين(عليه السلام)، مبيّناً “الإمام الحسين هو فرع تلك الشجرة الطيبة وابن شخصيتين عظيمتين عند المسلمين هما أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليهما السلام) وسيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء تلك الشجرة الطيّبة قد أينعت ثمارها في كربلاء”.
جاءت بعد ذلك كلمة رئيس مجلس علماء كابل السيد محمد ابراهيم باكيزي التي قال فيها: “أيها المسلمون الأعزّاء انظروا الى قول رسول الله(صلى الله عليه وآله): (إنّ مثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلّف عنها هلك) انظروا الى هذه السفينة التي نجا كل من ركب فيها، ولكن ابن نوح الذي لم يتبع أباه هلك مع أنّه ولده، إذا أراد المسلمون أن يعيشوا بأمنٍ وسلام فلابُدّ لهم من اتباع نهج الإمام الحسين(عليه السلام)”.
كما تضمن الحفل كذلك تكريماً لعوائل وذوي شهداء فتوى الوجوب الكفائي الذين ضحوا بدمائهم من أجل تربة هذا الوطن ومقدساته.
وقد تخلل حفل الافتتاح مشاركات إنشادية لفرقة إنشاد العتبة الحسينية المقدسة ومقطوعة إنشادية للمنشد محمد التميمي.
Share