و.ض.أ / النجف / فراس الكرباسي
“انني اعيش النجف كموقع يتجذر في كل عقلي وقلبي وحركتي في الحياة وتطلعاتي، ولا ازال الى الان اعيشها، فانا لا ازال في النجف من خلال كل هذه الطلائع المثقفة”، هذه الكلمات قالها المرجع الديني اللبناني الراحل السيد محمد حسين فضل الله والتي تصدرت الحفل التأبيني السنوي الذي اقيم في محافظة النجف الاشرف، بحضور السيد علي نجل المرجع السيد محمد حسين فضل الله والسيد شفيق الموسوي مدير المركز الاسلامي الثقافي في لبنان والمشرف على المراكز الثقافية الاسلامية في العراق وممثلي بعض مكاتب السادة المراجع في النجف واساتذة وفضلاء الحوزة العلمية في النجف الاشرف والعشرات من المثقفين والادباء والاعلاميينكما حضرتها وكالة الأضواء الاخبارية .
السيد علي فضل الله نجل المرجع الراحل قال، ان الحفل التأبيني اليوم والذي اقيم في النجف الاشرف بذكرى رحيل السيد فضل الله وللسنة السادسة، انما هو تعبير عملي عن وفاء العراقيين، فهذا الشعب الذي احبه السيد فضل الله حيث عاش في العراق منذ ولادته وبداية حياته وعاش هموم العراقيين وكل ما عنده فجذورها من العراق”.
واضاف فضل الله “نرى ان السيد فضل الله هو عراقي في اساسه وحتى حينما غادر العراق كان يتحسس الالام العراقيين ويسعى بكل جهده لإخراج البلد من معاناة الطاغية الى جانب اهتمامه بكل شؤون الشعب العراقي وحرص السيد فضل الله الى ان يبقى بتواصل مع العراقيين في العراق ولبنان وسوريا وايران بل وحتى في أوربا”.
وتابع السيد فضل الله “هذه المناسبة هي وفاء للسيد فضل الله ولن يتوقف الوفاء على مناسبة لذلك نشعر اننا حيثما ذهبنا في العراق نجد ان السيد حاضر بفكره وروحتيه والافاق التي كان يتطلع اليها وكان السيد الراحل يطمح ويفكر بالعودة للعراق بعد ذهاب الاحتلال الامريكي ولكننا نشعر ان السيد حاضر مع شعورنا بالم الفراق وتجذر بداخل الشعب العراق وسينتج الكثير”
وبخصوص المشروع الاسلامي الذي اسسه السيد فضل الله، بين السيد علي فضل الله “فبعد سته سنوات من رحيله نجد على مستوى المشاريع الاجتماعية التي اسسها السيد فضل الله فقد استطاعت ان تبقى وان تستمر وكان يقول السيد فضل الله بعد 2003 الان اريد مشاريع في العراق وهناك اكثر من مشروع في العراق، اما على المستوى الثقافي والتوعوي ايضا ازدهرت ونمت ووجود مراكز ثقافية كمراكز الامام الصادق واتسعت المراكز بعد رحيل السيد وان تستمر اكثر”.
وكشف فضل الله ان “الذي ميز مؤسسات التي انشأها سماحة السيد فضل الله انها من الناس والى الناس أي لم تكن مرعية من الدولة فهي من الناس الذي يثقون في سماحته وهي رأس مال اساسي ولا خوف ومادمنا نحفظ هذه الروحية والمؤسسات جعلها بعهدة الامة وهي وفيه”.
واشار السيد فضل الله “ثقتنا بالأمة كبيرة واذا ما عرفته في حياته فهي سوف ترفع عنه أي ظلامة والسيد فضل الله يراهن على الامة ونحن كذلك وما حدث في الحفل التأبيني في لبنان هذا العام كان تعبير عن وفاء الامة بمختلف توجهاته وتنوع الذي كان السيد حريص عليه وهو الانفتاح على الداخل الاسلامي والمسيحيين ايضا وهذا ما يميزها فالانفتاح تحول الى مسيرة عمل ومنهاج واضح”.
من جهته قال مدير المركز الاسلامي الثقافي في لبنان والمشرف على المراكز الثقافية الاسلامية في العراق شفيق الموسوي “اقيم الحفل التأبيني المركزي للسيد فضل الله في العراق في محافظة النجف الاشرف في مقر المركز الاسلامي الثقافي ان دل على شيء فانه يدل على ان السيد فضل الله مازال حيا بيننا فهذه الوفود العلمائية التي اتت اليوم واساتذة الجامعات وعمداء الكليات والمثقفين والشباب والاعلاميين يدل على ان السيد حاضر في قلوب وعقول الناس لما يحمله من فكر اسلامي اصيل ولحاجة الساحة لهذا الفكر”.
واضاف الموسوي ان “الناس الان تطلع وتقرأ كتب وافكار السيد فضل الله بالرغم من الحملة الشرسة التي شنت عليه سابقا لان كل منصف يرى ان السيد يضع الحلول للخلاص من المشاكل كافة لأنه رسم مناهج للطفل والشباب والازواج وللإنسان بشكل عام ولكل قضايانا يشكل اطروحة اسلامية تبنى فرد ومجتمع مسلم صالح”
وبين الموسوي ” للمرة الثالثة يقام الحفل التأبيني في العراق وبالخصوص في النجف وبغداد واخترنا النجف لما تمثل من مركزية دينية وحضور ثقافي وعلمائي كبير وعبر جميع الحاضرين رؤاهم على مستوى الدين والحركة الاسلامية”.
وكشف الموسوي ان “مشاريع السيد فضل الله بعد وفاته نهضت اكثر واكثر لان الناس في حياته كانت متعاطفة مع مشاريعه واما بعد وفاته وبسبب الحملة الظالمة التي شنت عليه فان جمهور المخلصين والطيبين فقد تحول السيد الراحل عندهم الى رمز كبير لهم فزادت اعداد المبرات والمؤسسات والمراكز الصحية والمدارس والمساجد في لبنان والعراق فمازال السيد حي بين الناس، والنمو في الجانب الخيري والجانب الثقافي على حد سواء”.
وبخصوص الحملة التشويهية على السيد فضل الله التي شنت في حياته، فبين الموسوي، ان” الحملة على السيد فضل الله قامت اكثر بعد وفاته ولها جانب ايجابي لانهم اعتقدوا ان بعد وفاته يموت فكره بحيث اصدرنا 100 اصدار فكري وتم اطلاق قناة الايمان الفضائية والى جانب الاضاءات للمؤسسات الصحية والاجتماعية وبالعكس قامت المؤسسات اكثر وصلاة الجمعة مازالت قائمة بل ازدادت وهذه الحملة ابرزت للناس فكر السيد فضل الله وهم يسبون ويشتمون وفي مواقعهم يطلقون الاتهامات وزرع الشائعات نواجهها بالهدوء ونخاطبهم سلاماً سلاماً ونهتم بالعمل وخدمة الناس ونشر الفكر السليم”.