يأتي هذا نتيجة حرص ومثابرة المركز العراقي للفيلم المستقل على إيصال السينما العراقية الى العالم، وهو ما يؤمن به ويسعى لتحقيقه في الوقت الذي تم انتاج العديد من الأفلام التي أنتجتها الوزارة عن طريق دائرة السينما والمسرح بمشروع بغداد عاصمة الثقافة والتي كلّفت ميزانية ضخمة، ولم يتم عرضها والتي لم تعد بمردود مادي ولا ثقافي، وهذه فرصة ودعوة لصناع السينما العراقية للاهتمام بأفلامهم وإيصالها لكل العالم.
تم هذا الاتفاق بجهد من مخرج الفيلم نفسه مع وزير الثقافة فرياد راوندزي بعد الصعوبات والعراقيل التي عاناها الفيلم ، حيث قدمت الشركة المذكورة هذا العرض في شهر أيلول للعام ٢٠١٥ بعد عرض الفيلم وحصوله على جائزة مدينة فينيسيا على هامش مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي ٢٠١٥، ولكن سياسة وزارة الثقافة من خلال معاون دائرة السينما والمسرح و مدير قسم السينما الحالي بإجراءات إدارية وروتينية المعرقلة أدت لكل هذا التأخير، ومرت بممرات ضيقة كادت توصلها الى طريق مسدود، وكان سبب رفض مبدأ العقد مع الشركة المصرية لأسباب تسعة لا علاقة لمعظمها ببنود العقد المراد إبرامه، وإنما لعرقلة العقد ليس الا، من قبيل أن الفيلم تعبوي وليس تجاريا، ما يقلل من حظوظه في جلب الايرادات، أو أن فشل تسويق الفيلم سيكلف الوزارة اموالا، أو أن الفائدة المعنوية للفيلم كالمشاركة في المهرجانات هي أفضل من الفائدة التجارية، أو أن موضوعة الفيلم محلية صرفة، ولأترقى الى العالمية
كل تلك النقاط لم تكن مبررة، لأن بنود العقد تنص على عدم دفع الوزارة أي مبلغ يذكر، بل إن من شأن العقد أن يرفد ميزانية الوزارة بالضرورة بأموال اضافية تصل الى ملايين الدنانير، في وقت تعاني هي فيه من التقشف، فضلا عن أنه سيعزز. مكانة السينما العراقية، وينشر الفن والثقافة العراقيتين، ويوثق مأساة المقابر الجماعية التي كان نظام صدام يقترفها بحق المواطنين، علما ان الفيلم ما زال لم يستلم مستحقاته من وزارة الثقافة العراقية وقضيته ما زالت في أروقة المحاكم العراقية.
“تحت رمال بابل”، الفيلم الحائز على جائزة أفضل فيلم عربي في مهرجان أبو ظبي السينمائي الدولي٢٠١٣ ، توقف عرّضة بعد فوزة بالجائزة المذكورة لمد سنة من قبل المسؤولين الفاسدين الذين حالوا إيقاف مسيرة هذا الفيلم والنيل منه ومنعه من المشاركة في المهرجانات العالمية بعد ان وقف مخرج الفيلم على منصة المسرح الوطني في الذكرى الثالثة والعشرين للانتفاضة عام ١٩٩١ بتاريخ ٢٠١٤/٣/٢٧ وأعلن للجمهور بأن مدير دائرة السينما والمسرح السابق قام بمطالبة غير شرعية من الشركة المنتجة بنسبة ١٠ % من كلفة الانتاج، واصبحت القضية اكبر فضيحة فساد ثقافية بعد ٢٠٠٣ والتي انتهت بأدانة مدير دائرة السينما والمسرح في المحاكم العراقية وعزله من منصبه، وكانت قضية مهمه حسمت لصالح المثقف العراقي الذي وقف ومايزال يقف أمام غول الفساد الذي يطال هذا البلد .
يذكر أن فيلم تحت رمال بابل يوثق لحقبة مهمة من تاريخ العراق الحديث، وهي الحالة السياسية والأمنية التي أعقبت حرب الخليج الثانية، والتي راجت خلالها المقابر الجماعية وتم ترشيحه لنيل جائزة السلام الدولية من مؤسسة السينما والسلام الدولية في مهرجان برلين السينمائي الدولي ٢٠١٥، وشارك في أكثر من ٤٠ مهرجان عالمي وعربي.