و.ض.أ / احمد طه حاجو
اقام بيت الشعر في اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة اليوم الاثنين ندوة بعنوان ( إشكاليات ترجمة الشعر ) والتي حضرتها وكالة الأضواء الاخبارية ، اشترك بالندوة كل من الدكتور عبد الستار الاسدي والدكتورة الشاعرة هناء البياتي والدكتور علاء العبادي . وقدم الندوة الشاعر هيثم عيسى . وقد قرأ المقدم ملخص عن السيرة العلمية والمؤلفات لكل من الأعضاء المشتركين بالندوة . وابتدأت الشاعرة هناء البياتي بقرأة ورقتها النقدية والتي حملت عنوان ( الترجمة خيانة ) وذكرت أهمية الترجمة ونظرة تاريخية للترجمة حول العالم وما لها من اثر حضاري في نقل التجارب بين الشعوب والحاجة اليها حيث أصبحت من الضروريات للمجتمعات من اجل اللحاق بعجلات المتسابقة للشعوب . وان دوافع الترجمة للاعمال الأجنبية هي نابعة من رغبة العرب في التعرف على ثقافات العالم ومن اهم الترجمات على سبيل المثال ( مسرحيات شكسبير ) وأكدت انه من المفيد لنا ان نستفيد من الغرب ومن أفكارهم وهذا قد يرد بعض الدين المترتب عليهم عندما كانوا يأخذون من علمائنا ( ابن الهيثم وابن حيان وغيرهم الكثير ) وأضافت ان ترجمة الشعر خيانة وتعني الابتعاد عن تفاصيل النص الأصلي حيث يعاني المترجم بترجمة تفاصيل النص الأصلي كي لا يغير من المعنى . واحيانا يمارس المترجم الخيانة عندما يتمسك بالترجمة الحرفية وأكدت على ضرورة ان يتحلى المترجم بالحرفية العالية كي يستطيع ان يترجم النص ولا يبتعد عن الهدف باللغة حيث لاقت رباعيات الخيام رواجا اكثر من النص الأصلي عندما ترجمت بحرفية عالية . فهناك خيانة إيجابية وسلبية بالترجمة فالتمسك بالترجمة الحرفية للنص بدون حرفية ودون مراعاة للمعنى . والتأويل بالترجمة والابتعاد نوعا ما عن روح النص . وأضافت بأن الترجمة هي موهبة وليس كل من حصل على شهادة الترجمة اصبح مترجم ما لم يطورها . وقرأ الدكتور عبد الستار الاسدي ورقته عن الترجمة واخذ قصيدة ( ان تنسى ) للشاعر واثق غازي حيث قرأ ثلاث ترجمات كان قد ترجمها للقصيدة وبين الفرق بينهم وكيفية ترجمة النصوص من خلال بحثه المستمر اهتمامه للمعنى وكيفية التعبير عنه بالترجمة وجعله قريب من لغة المصدر . ووصف المترجم بأنه هو ناقد وقارئ جيد وشببه بكاتب المقالة باللغة الاخرى مع الاحتفاظ بالمعنى ومدلولاته اللغوية . واكد بان من الضروري على المترجم ان يعيد قراءة القصيدة اكثر من مرة كي يفهمها جيدا وكي يصل الى الفلسفة الكاملة للقصيدة وكي يفهم اهدافها . ووضح مستويات الترجمة حيث لا ينبغي على المترجم ان يترجم في بداية حياته الا بعد خبرة طويلة . وقرأ الدكتور علاء العبادي ورقته والتي تطرق بها لشكسبير انموذجا وكانت ورقته مختصرة حيث بين ان المترجم لا يمكن ان ينقل القافية والوزن بالقصيدة من لغة الى لغة اخرى بسبب اختلاف الوزن والقافية من لغة الى اخرى .وفي الختام فتح باب الحوار والمداخلات للحاضرين وكان مناقشات صبت واستعرضت من خلالها العديد من تجارب الترجمة وعبر عصور مختلفة.
Share