و.ض.أ / بغداد / فراس الكرباسي
دعا خطيب وامام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، المسؤولين العراقيين للاستفادة من خطاب المرجعية، حاثاً جميع العراقيين للمشاركة في التشييع الرمزي لنعش السيد فاطمة الزهراء يوم الخميس القادم في النجف الاشرف، مطالباً جميع العاملين في الحقل الحكومي والسياسي أن يراعوا أحكام الله وقوانين السماء وأن يلتفتوا إلى الرعية، مشدداً على ان الرعية والشعب لابد ان يعودا إلى الله تعالى ويتراحموا ويتعاونوا فيما بينهم. وقال السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، إن “من باب الوفاء لمن نحب هو أحياء ذكراهم فكيف إذا كان من نحب هم خلفاء الله وأصفياءه وخاصته وإن الأحياء لمناسبات هؤلاء المقدسين من أجل التعلم منهم عليهم السلام لا باعتبارهم موتى ولا باعتبارهم جزءا من تأريخ مضى بل باعتبارهم حياة مستمرة وفاعلة في حياتنا وعقيدتنا”. واضاف الياسري “نحن نفهم احياء تلك المناسبات بأنه توظيف لهؤلاء المقدسين في حياتنا بحيث يكون كل ما عندنا انعكاسا لما تحلوا به ودعوا إليه من فضائل لذا نحن نرى ضرورة الاستفادة من خطاب المرجعية الدينية في حال أحياء الزيارة الفاطمية بل ندعوا إلى أن يستفيد من تصدى لإدارة شؤون الأمة دينياً من تلك المناسبات بأن يصدر هكذا خطابات في كل زيارة كالزيارة الأربعينية والشعبانية والفاطمية وغيرها من الزيارات كي تكون بيانا ختاميا لهكذا تجمعات والتي يندر جمعها وتجمعها وذلك للتعرف على الدروس والعبر التي يحتاج إليها المجتمع في محطات حياته”. ومن المؤمل ان يحيي ملايين العراقيين ومن اغلب المحافظات العراقية ذكرى رحيل السيدة فاطمة الزهراء في النجف الاشرف يوم الخميس القادم قرب مرقد الامام علي بن ابي طالب والاستماع الى خطاب المرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي الذي يلقيه كل عام لا كثر من عشرة سنوات وبعده ينطلق النعش الرمزي للسيدة الزهراء يحمله احفادها من السادة العلويين وخلفه ملايين الزائرين متجهين للضريح الشريف للإمام علي عليه السلام. وتابع الياسري “كوننا الآن نتحدث عن السيدة الزهراء وعن فضائلها وظلامتها وتألقها الكبير في تأريخ الإسلام وفي مسيرة المسلمين فنعتقد بأن الله تعالى قد أمرنا بنصرتها والاقتداء بها فهي نقطة مضيئة وفي الوقت نفسه هي دمعة ساكبة وتعبير عن جملة من القيم والفضائل والمفاهيم والمبادئ في التربية الروحية إضافة إلى كونها تعبيرا حيا عن العقيدة والسلوك مما يدفع بنا دائما إلى أن نغذي مخزوننا الروحي من خلال حضورها في حياتنا”. وبين الياسري إن “أخطر ما نفتقده لا قدر الله تعالى هو المضمون الروحي بإيماننا الذي يخشع له القلب ويصل الإنسان بالله بحيث يشعر الإنسان حضور الله في حياته وهذا يحتاج إلى معلمين لأن الغنى الروحي والعمق الاعتقادي في حياتنا الإسلامية من اعتقاد بالألوهية الواحدة إلى أبسط تفاصيلها هي ليست مجرد جداول رياضية خصوصا وإننا نلاحظ بأن هناك فكر دخيل على الإسلام نشأ بسبب تحريفات المتأسلمين والذين اخترقوا المجتمع الإسلامي لضرب المسيرة الروحية والعقدية للإسلام منذ العصور الأولى إلى زماننا الحاضر وأنتج تيارات تحريفية مختلفة ، وخطورة هذا الخرق أن تتحول العقيدة كما الشريعة إلى مجرد أمور شكلية لا روحانية فيها”. واشار الياسري “علينا أن نعلم بأن أعظم شيء حاربه تيار الانحراف خصوصا من يحمل عنوان الإسلام هو الحياة الروحية وكان الهدف من وراء هذه الحرب هو تحويل الإسلام إلى ملك عضوض وهو مصطلح ورد في السنة النبوية الصحيحة على نحو التحذير، إذ إن كل شيء موجود ، فالفقهاء موجودون والحدود تقام والصلوات ترفع وكل المظاهر الإسلامية الشكلية موجودة في المجتمع وكذلك الأحكام الشرعية تطبق ، لكن رغم ذلك كله يبقى الملك عضوضا إذا كان فاقدا للروح والمضمون ، فماذا يا ترى نقول ان ضاعت الحدود والطقوس ، وحورب العلماء وقتلوا ، وضيعت الصلوات وكل المظاهر الإسلامية ولو الشكلية ، وفقد الحاكم والمحكوم روح ومضمون الإسلام ، نعم أضع الكثير من علامات الاستفهام والتعجب وإلى الله المشتكى”. وختم الياسري خطبته برسالة الى المسؤولين بالقول، إن “القيام الفاطمي والصبر العلوي مع ما تحملا من ألم ومرارة وظلم وعذاب عليهم وعلى أبنائهم وأتباعهم كان لأجل أن لا يكون الملك عضوضا ولئلا يتحول مشروع السلطة في الإسلام إلى عملية افتراس لمشروع الأمة ، لذا ندعوا جميع العاملين في الحقل الحكومي والسياسي أن يراعوا أحكام الله وقوانين السماء وأن يلتفتوا إلى الرعية وأن يستشعروا الرقابة الإلهية سرا وعلانية فنعم الحكم الله والخصيم محمد والموعد القيامة كما أخبرتنا السيدة الزهراء ، وعلى الرعية أن تعود إلى بارئها سبحانه الذي أخبرنا في كتابه بعاقبة التقوى وأهلها في الدنيا والآخرة”.
Share