و.ض. أ / بهاء مانع المنصوري
أفتتح في قصر الثقافة والفنون في البصرة المعرض الشخصي للمهندس التشكيلي عبد العزيز الدهر والذي تضمن 29 لوحة متنوعة تناولت مدينة البصرة حيث المناطق التراثية من بيوت ألشناشيل القديمة وسياراتها وشخوصها أمثال تومان وتخلل المعرض معزوفات موسيقية جميلة أداها عازفي آلة العود أحمد ألجواهري و أصيل كريم وبصحبة عازف الفلوت علي مهدي الفلوتي كما قدم الفنان طارق شعبان لوحات موسيقية غنائية أضافت جمالا إلى جمال المعرض بلوحاته وحضوره وقص شريط ألإذن بافتتاح المعرض الدكتور طارق ألعذاري مدير مؤسسة آنو للفنون ألإبداعية .
وتحدث التشكيلي عبد العزيز الدهر لوكالة ألأضواء ألإخبارية قائلا ” هذا المعرض ضم 29 لوحة بأساليب ورأى مختلفة لذلك سميتها مدينة بأكثر من عين كلها تلتقي في ثيمة مدينة البصرة ، رسمتها بعدة اتجاهات وعدة أساليب وعدة رؤى وكنت أنا أمثل فيها الحلم والطموح والذكريات لمدينة عشنا فيها وعاشت فينا وبدواخلنا وحقيقة نحن في هذا الزمن نرى إن المدينة وخصوصا تراثها غير معنيين من قبل ألمسؤولين ومهمل لذلك حاولت أن أوثق اللحظة والحدث الذي مر في البصرة و أوثق لحظات الفرح والمرح ألتي غابت عن المدينة من خلال شخصية تومان ومن خلال ناس البصرة وحتى اللوحات التراثية استعنت بصور من الأربعينات والخمسينات لكن رسمتها برؤيا جديدة وروح جديدة وألوان جديدة “.
وقال الدكتور طارق العذاري ” الفنان الدهر يمزج بين خاصيتين في إعادة تشكيل الحياة ألأولى هندسية والتي تحول لوحاته إلى وحدات هندسية كالمثلث والمربع والدائرة والمستطيل …. الخ والثانية هي انعكاس سلطة وهيمنة ألأماكن الشعبية والأماكن ألأليفة التي أعتاد البصريون العيش فيها وكذلك انتقائه لبعض الشخصيات المهمة مثل تومان ألأسمر التي تعد رمزا للشخصيات الشعبية والفلكلورية والتراثية ألتي يقرأها أهل البصرة بذلك الحس الشعبي الفلكلوري الثقافي ، تقنيات اللوحات امتازت بين التقنية التشخيصية الواقعية وأصبح من مهيمنات المدينة الذي انعكس على مهيمنات اللوحة كالماء باعتبار أن البصرة مدينة نهرية ومدينة شواطيء وسفن ومهايل فانعكس هذا الشيء بأشكاله الفوتوغرافية في اللوحة ، كذلك رسم الشارع البصري ونلاحظ إن أكثر اللوحات تناولت شوارع المدينة وظهرت فيها الأزقة وعمارة النقيب القديمة وأطفال يلعبون فأنا أعتقد إن الشارع يحتل موقعا هندسيا وبيئيا واجتماعيا صالحا تعامل معها الفنان وباختصار إن هذا المعرض هو إستذكارات لأهل المدينة والمواطنين الأصليين فيها الذين استذكروا من خلال بعض اللوحات أماكن وشوارع ومحلات كانوا قد ارتادوها ونلاحظ ذلك من خلال موديلات السيارات القديمة والأشجار التي عيشنا فيها الفنان زمنا وعيشنا فيها فنا “.
ووصف الفنان التشكيلي صالح كريم عباس الدهر بأنه من الفنانين البصريين الذين يعتز بهويتهم وإن الفنان ليس بخريج فنون بل هو خريج الفرع العلمي لكنه اتخذ الرسم منذ طفولته لذلك نرى بصمة للوحات فنية مختلفة في إسلوبها عن كل الفنانين التشكيلين وحتى العراقيين منهم فهو له اسلوبه الخاص وطريقته الخاصة وحتى شعبيته الخاصة ، هذا الفنان يتميز بلوحات عن البصرة وحضارتها وتراثها وهو يمزج بين الحاضر والماضي والمستقبل في لوحة واحدة بحيث يخرج لنا لوحة ممتازة وجميلة .
Share