وكالة الاضواء الاخبارية
و.ض.أ / احـمــد طــه حاجــو
فكاهة فوق جسد الأحزان هي قصة تفرعت منها مجموعة قصص تسخر من الواقع الاجتماعي الفاسد ان القاص الدكتور دريد محمد قد جمع هموم المجتمع والواقع المرير وجسدها بقصصه بطريقة ساخرة بعين ناقدة وحاذقة . فكان يرصد المتغيرات الطارئة والدخيلة على المجتمع بالإضافة إلى الشوائب التي باتت طاغية على أفعال الناس والمجتمع بصورة عامة فقد عالجها بجرئة واعية وتحليلية .
وقد يكون اختصاص الدكتور دريد محمد الدقيق في طب الأسنان سبب في عمق تحليله وتشخيصه الدقيق للواقع وكأنه يصف علاجا للمشكلات فأن قصص هذه المجموعة جاءت مختزلة ومختصرة لكنها مكتملة من الناحية الدرامية فلها بداية ووسط ونهاية وحبكة فهي محبوكة بقوة وتناغم حيث نجد إن لكل قصة مشكلتها ونرى من خلال الرمز الذي استخدمه القاص فالحل للمشكلة كان من خلال الإشارة والتنبيه ونرى أيضا أن القصص متضمنة سخرية سوداء من المتناقضات والمواقف الشائبة. فيمكن ان نصنف ان هذه القصص حداثوية متماشية مع زمن السرعة لقصرها وسرعة احداثها وسرعة المعالجة وان القارئ لهذه المجموعة القصصية يرى ان هناك وحدة موضوعية ومشتركات للقصص تفصح عن فكر الكاتب النقدي والإصلاحي حيث يمكن أن نشعر بمقدار الغضب والألم الذي يشعر به الكاتب من خلال أسلوبه بالمعالجة . حيث انه استخدم الإيجاز بعرض فكرته وهذا بحد ذاته مؤثر ويدل على قوة الفكرة وأهميتها .. فالقصة هنا نراها محتوية لعناصر جاذبة والمجموعة بأكملها حاوية لنفس هذه العناصر المشتركة أولها الدهشة حيث أننا برغم ان القصص قد تكون مألوفة لكن نراها قد عولجت بضربة مثيرة حيث نرى النهاية بعكس ما متوقع وهنا تكمن الدهشة والجاذبية وأيضا نرى عدم التوقع يحمل بداخله رمزية ما . وهناك دعوات عديدة تضمنتها المجموعة أولها إنعاش الضمير النائم والغافل وأيضا ودعوة للتأمل والنظر بأغوار النفس وخلجاتها ومحاسبتها وتصورتها عن العالم الخارجي الزائف والمنغمس بالمتغيرات الهجينة والسلبية .
ان الكاتب من خلال مجموعته القصصية هذه يؤسس لوعي جمعي لتطوير مستوى الأنسان .
أما اللغة التي استخدمها الكاتب فهي لغة السهل الممتنع البسيطة ولم يستخدم التزويق باللفظ والجمل البلاغية الجمالية بل جاء خطابه واضح فوصل للقارئ بيسر وسهوله . لان الكاتب صب جم اهتمامه وجهده على الفكرة والحبكة والمعالجة ..
ان مجموعة فكاهة فوق جسد الأحزان عالجت وتطرقت لعادات متخلفة نعيشها يوميا لكن بأسلوب أنيق والذي حافظ به على ماء الوجه للشخص السلبي وهذا الطرح جاء بمثابة دعوة لمراجعة التصرفات والنفس ودعوة للبحث والرصد كي يتم الإصلاح .
