و.ض. أ / النرويج / عماد السامرائي
تحتفل مملكة النرويج Kongerike Norge بعيد استقلالها الوطني الذي حصلت عليه قبل 203 عام وتحديداً في 17-أيار -1814 بعد انفصالها عن مملكة الدنمارك، ويسمى أيضاً هذا اليوم بيوم الدستور Grunnlovsdag ذلك اليوم الذي جرى فيه التوقيع والمصادقة على الدستور لتبدأ مملكة النرويج عصر ها الجديد وهي تتمتع بطعم الاستقلال والحريّة والتي حضرته ( وكالة الأضواء الاخبارية ) .
منذ ذلك التاريخ والى يومنا هذا تطور الاهتمام بهذا اليوم حتى بات في يومنا هذا يتخذهُ النرويجيون كيوماً رمزياً ليصبح جزءاً لايتجزأ من الفلكلور والثقافة النرويجية، ويعدونه كذلك يوماً من الايام الحمراء كما تسمى باللغة النرويجة (Røde dager)، حيث تبدأ فيه الاحتفالات منذ الساعات الاولى للصباح وحتى ساعات متأخرة من المساء، عندما يبدئونه بالفطور الجماعي والذي يطلقون عليه أسم ( 17mai frokost ) فطور عيد الاستقلال ذلك اليوم الذي تجتمع فيه الأسر بعد ان ترتفع الاعلام النرويجية وهي تزيين شرفات وسطوح المنازل لتضفي عليك ذلك الإحساس والشعور بالهيبة والاعتزاز بهذا البلد ويستمر حتى لساعات المساء، وبعدها يتجمع الناس بعد ما لبسو وتحلوا باجمل الملابس والتي هي الاخرى جزءاً من ذلك الفلكلور النرويجي والتي يطلقون عليها أسم البوناد ( Bunad ) ليتوزعوا بعد ذلك وحسب المناطق والمقاطعات والبلديات حيث يقام الاحتفال بهذه المناسبة في المدارس والاندية الرياضية التي يعلن عنها وعن برنامج الاحتفال مسبقاً ليبدأ الاحتفال في الساعة العاشر صباحاً في كل أنحاء النرويج تقريباً وعلى أنغام الموسيقى الفلكلورية والأناشيد الوطنية الخاصة بهذا البلد والنشيد الوطني النرويجي، وهناك وفِي وسط العاصمة النرويجية اوسلو حيث يجري الاحتفال الرئيسي على قدمٍ وساق وفق برنامج معد مسبقاً مليء بالنشاطات والفعاليات وقريباً من القصر الملكي والذي تجري فيه نفس الطقوس ولكن بشكل موسع ورمزي حيث يطوف الناس حول القصر الملكي بعد ان يتخذ الملك والعائلة المالكة مكانهم في احدى شرفات القصر المطلة على الشارع الرئيسي لمركز المدينة شارع الكارل يوهان (Karl-Johan gata ) حيث يتم هناك تبادل التحايا والابتسامات كمظهر من مظاهر الفرح والسعادة والرضا وكذلك لإعلان الولاء المُطلق للمملكة.
الشعور في هذا اليوم من كل عام يوحي ويؤكد على شيء مهم جداً وهو ان الشعب لابد له من ان يعبر وبحرية عن مدى حجم الولاء والحب لهذا البلد من خلال السلوك الفردي الذي يتكشف من خلال ردود الأفعال والتصرفات التي تنعكس بنفس الاتجاه لتكون بالنهاية تلك الصورة الجميلة لهذا البلد مؤكدين من خلال ذلك ان حب الوطن هو ليست شعارات وتسطير وتسويق لمجموعة مستهلكة من الخرافات وإنما هو ذلك السلوك الفردي داخل هذاالمجتمع الواحد والذي يترجم عن طريق تفعيل مبدأ الحقوق والواجبات التي تفرضها الوطنية والانتماء للوطن،والشيء الملفت للنظر هنا هو القاسم المشترك في جميع هذه المشاهد والذي يتمثل من خلال وجود العلم النرويجي أو ألوان العلم وما سواها فوق كل مكان والتي تدلل علىٰ الحرية الشخصية في الاختيار .