و.ض.أ / بغداد / فراس الكرباسي
دعا امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ جعفر الربيعي في خطبة الجمعة، الاحزاب الحاكمة والكتل الكبيرة الى ان يثوبوا الى رشدهم ويتّبعوا منطق الحكمة والعقل ويخرجوا من تأثير أنانياتهم ولو قليلاً والآ فان نفس المتصارعين الاقليميين والدوليين سيحرّكون أدواتهم في الداخل والخارج لفعل ما هو اسوء مما حصل عام 2014، معتبراً ان الاحزاب الشيعية الحاكمة رفضت حل المرجعية الرشيدة من خلال تشريعهم لقانون الانتخابات الذي يضمن بقاء الفساد والظلم والاستئثار وكذلك من خلال ابدال وجوه المفوضية بوجوه أخرى من الكتل الكبيرة بالفساد والسرقة. وقال الشيخ جعفر الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، أن “ونحن نعيش ذكرى استشهاد الامام الجواد نود ان نبين بان ائمة اهل البيت قاموا بتوجيه الناس الى مقاطعة حكام الجور والتحذير من الدخول في اعمالهم وهذا هو المستوى الثاني الذي مارسه اهل البيت عليهم السلام في مواجهة حكام الجور بعد المستوى الأول وهو بيان عدم شرعية حكام الجور والتعريض بغصبهم للسلطة”. واضاف الربيعي “لقد علموا الائمة اتباعهم عدة صور لمقاطعة حكام الجور منها اعتزال الحكومات الجائرة ومقاطعة ائمة الجور وعدم المشاركة في السلطة من قريب او بعيد وعدم المشاركة باي قرار سياسي الا في الموارد التي يهدد فيها الكيان الإسلامي والصورة الثانية هو عدم الدخول في ولاية الجائرين ، ثقف أئمة الهدى ع اتباعهم على اعتزال السلطة الظالمة وعدم الركون الى أئمة الجور في مناسبات عديدة وظروف مختلفة حتى صار الشيعة يعرفون باعتزالهم لهذه الامر وأنها من تعاليم الائمة”. وتابع الربيعي “اما الصورة الثالثة فهي تألم اهل البيت على عدم التزام الناس بمقاطعتهم ويعبر الائمة عليهم السلام عن اسفهم لان المجتمع لم يلتزم بهذه المقاطعة مما ادى الى استمرار وجود هؤلاء الظلمة وتماديهم في طغيانهم واخير الصورة الرابعة وهي ترك كل اشكال معونة الظالمين ، وقد وصل مستوى التثقيف على المقاطعة الى النهي عن اعانتهم على بناء مسجد”. وعلل الربيعي تولي بعض الشيعة من اتباع الائمة لمناصب حكومية في دولة الظلمة، بالقول “ان الهدف الأسمى لائمة اهل البيت هو هداية الناس وايصالهم الى الله تبارك وتعالى وفي سبيل تحقيق هذا الهدف لا بد من توفير ثلة ونخبة من رجال العمل الرسالي الذين استوعبوا وفهموا القيادة المعصومة وتحركوا معها في سبيل صناعة الانسان النموذج وكان من ضمن هذه الشخصيات علي بن يقطين ولطبيعة المرحلة الحساسة في زمن الدولة العباسية كان على القائد ان يوفر حصناً لشيعته في داخل الدولة الظالمة فكان علي بن يقطين يمثل الركن الوثيق في هذا المشروع الذي قام به الامام الكاظم ولعلنا نستطيع ان نقول كان يؤسس لقيام دولة الظل في داخل الدولة العباسية الجائرة، وكانت كفارة العمل مع حكام الجور هو قضاء حوائج الناس، قال الامام الكاظم لعلي بن يقطين: كفّارة عمل السلطان الإحسان إلى الإخوان”. وبخصوص الوضع العراقي، بين الربيعي، ان “الأحزاب الحاكمة في العراق واقصد الأحزاب السياسية الشيعية تعتبر ان المرجعية هي من تمثل مقام الحجية في زمن الغيبة وهذا من ادبياتها وان المرجعية الدينية أعطت علاجا للازمة في العراق حيث بين سماحة المرجع اليعقوبي الحل في وقت سابق وهو إجراء انتخابات مبكرة بعد تشكيل مفوضية انتخابات مستقلة حقيقية من مهنيين وطنيين موضوعيين مطالبا بـ (تعديل قانون الانتخابات بالشكل الذي يحفظ ارادة الناخبين وليقول الشعب حينئذٍ كلمته في من يدير شؤون البلاد بعيداً عن فرض الارادات بالقوة) واليوم يرفضون حل المرجعية من خلال تشريعهم لقانون الانتخابات الذي يضمن بقاء الفساد والظلم والاستئثار وكذلك من خلال ابدال وجوه المفوضية بوجوه أخرى من الكتل الكبيرة بالفساد والسرقة”. وشدد الربيعي “نحن نجدد تحذير المرجع اليعقوبي للشعب العراقي من إدخاله في محرقة جديدة تتزامن مع الانتخابات البرلمانية المقبلة كالمحرقة التي احدثوها عام 2014 بإدخال عصابات داعش بسبب عدم وعي القيادات لمتطلبات المرحلة وما تقتضيه من التغييرات وقد أشارت المرجعية الى أنهم إذا لم يثوبوا الى رشدهم ويتّبعوا منطق الحكمة والعقل ويخرجوا من تأثير أنانياتهم ولو قليلاً فان نفس المتصارعين الاقليميين والدوليين سيحرّكون أدواتهم في الداخل والخارج لفعل ما هو اسوء مما حصل عام 2014 لمنع تشكّل الخارطة التي تريدها بعض الاحزاب والكتل المستكبرة ولا أستطيع أن أقول أكثر من هذا”.
Share