و.ض.أ / بغداد / فراس الكرباسي
اعتبر امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ جعفر الربيعي في خطبة الجمعة، ان عاشوراء هو موسم رفض الظلم والظالمين، داعيا العراقيين الى عدم الركون الى الظالمين وعدم السكوت عن المسؤولين المقصرين، مطالباً اياهم بالاستقالة من مواقع المسؤولية، محذراً من استغلال بعض السياسيين للقضية الحسينية والمتاجرة بها من خلال حضورهم للمجالس الحسينية، مؤكدا على منظمة اليونسكو ان يلتفتوا الى استحقاق المرأة العراقية لأنها ساهمت في الحرب على داعش وضحت وبذلت مهج القلوب من الأبناء والزواج والرجال. وقال الشيخ جعفر الربيعي من على منبر جامع الرحمن في المنصور ببغداد، “قال تعالى (وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الّذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) ان هذه الآية تتناول أساس وركن وثيق في النظرية السياسية الإسلامية وهو عدم الركون الى الظلمة والخطاب فيها عام لكافة افراد المجتمع الإسلامي لان النتيجة المترتبة على هذا الركون (تمسكم النار وما لكم من ناصرين) لكن في أيّ الأُمور لا ينبغي الرّكون الى الظالمين؟ من البديهي أنّه في الدرجة الأُولى يكون: لا يصح الاشتراك معهم في الظلم أو طلب الإِعانة منهم والامر الاخر لا يكون بالاعتماد عليهم فيما يكون فيه ضعف المجتمع الإِسلامي وسلب استقلاله واعتماده على نفسه وتبديله الى مجتمع تابع وضعيف لا يستحق الحياة لأنّ هذا الركون ليس فيه نتيجة سوى الهزيمة والتبعية للمجتمع الإِسلامي”. واضاف الربيعي ان “عاشوراء موسم رفض الظلم والظالمين وخوف الطغاة من موسم الحياة العاشورائي سببه ان الحسين هو حياة العدل وثورة ضد كل اشكال الظلم ومن هذا المنطلق يسعى المستكبرون الى تحجيم ثورة الحسين عليه السلام او محاولة توجيهها لتكون فلكلوراً حزينا بعيدا عن حياة الثورة”. ونقل الربيعي مطالبة المرجعية الدينية لاستقالة المسؤولين المقصرين، بالقول “من وحي هذا الشهر الحرام طالب المرجع اليعقوبي المسؤولين المتصدين بالاستقالة ان قصروا بأداء مسؤولياتهم لان بقائهم في هذه الأماكن هو ظلم للناس والسكوت عنهم هو ركون للظالمين واعتبر المرجع اليعقوبي تقصير السياسيين المتصدين لمواقع المسؤولية سببا رئيسيا في المآسي والويلات التي غمرت البلاد واخرها الجريمة الارهابية التي وقعت في ذي قار على الطريق السريع والتي راح ضحيتها العشرات من الشهداء والجرحى من بينهم الاطفال والنساء من عدة محافظات”. وانتقد الربيعي بعض السياسيين ومتاجرتهم بالقضية الحسينية “كذلك جدد المرجع اليعقوبي انتقاده لمتاجرة بعض السياسيين والمسؤولين من خلال مشاركتهم بالشعائر الحسينية بالرغم من تقصيرهم الواضح في اداء ما عليهم من المسؤوليات التي تصدوا لها مستشهدا بقول امير المؤمنين عليه السلام: (هيهات لا يخدع الله عن جنته) لافتا في الوقت نفسه الى ان هذا الخداع لم يعد ينطلي على الناس الذين يدفعون الثمن باهضا من ارواحهم وممتلكاتهم”. وحذر الربيعي من العاطفة مع الحالة الحسينية “كل الحذر من العاطفة بدون محاسبة النفس حيث يقول السيد الشهيد محمد باقر الصدر: ان مجرد اننا نحب الامام الحسين عليه السلام واننا نزوره ومجرد اننا نبكي على الامام الحسين ومجرد اننا نمشي الى زيارة الامام الحسين كل هذا شيء عظيم شيء جيد شيء ممتاز شيء راجح لكن هذا الشيء الراجح لا يكفي ضمانا ودليلا لكي يثبت اننا لا نساهم في قتل الامام الحسين عليه السلام ، فيجب ان نحاسب انفسنا ويجب ان نتأمل في سلوكنا ويجب ان نعيش موقفنا بدرجة اكبر من تدبر وعمق والاحاطة والانفتاح على كل المضاعفات والملابسات لكي نؤكد من أننا لا نمارس من قريب أو بعيد بشكل مباشر او بشكل غير مباشر قتل الامام الحسين”. واشار الربيعي الى تكريم اليونسكو لاحد النساء المقاتلات في اقليم كردستان العراق “نود ان نشير الى ان منظمة الأمم المتحدة للثقافة والعلوم (اليونسكو) كرمت يوم الثلاثاء احدى النساء المقاتلات من الإقليم لدورها في الحرب ضد تنظيم داعش ونحن من هذا المنبر سيما ونعيش في رحاب كربلاء الحسين نلفت انتباه الأمم المتحدة باستحقاق المرأة العراقية للتكريم سواء كانت اما او زوجة ام اختا لأنها ساهمت في الحرب على داعش وضحت وبذلت مهج القلوب من الأبناء والزواج والرجال في سبيل واجب الدفاع عن الأرض والمقدسات”.
Share