و.ض.أ/ متابعة
نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية، مقابلة مع الناجي الوحيد من “مذبحة” قاعدة “سبايكر” العسكرية بمدينة تكريت شمالي العراق، والتي قتل وفقد فيها حوالي 1700 طالب وعنصر من القوات العسكرية العراقية، على يد جماعة “داعش” قبل أكثر من شهرين.
واستعرضت الصحيفة الفيديوهات التي انتشرت حول المذبحة، مع الجندي الناجي علي حسين كاظم، بعد أن اقتاده التنظيم مع مئات الجنود الآخرين، إلى ساحة القصر في تكريت، وفصل حينها مسلحو داعش (حسب الصحيفة) الجنود الى قسمين، وأفرجوا عن الجنود “السنة” بمجرد إعلانهم “التوبة” عن عملهم مع الحكومة.
وروى كاظم للصحيفة “أعجوبة” نجاته، إذ كان ترتيبه الرابع في صف المحكومين بالقتل، وما أن أطلق مسلحو “داعش” الرصاص على الجندي الأول، حتى ملأت الدماء وجه كاظم، وحين جاء دوره، مرت الرصاصة بجواره وسقط إلى الأمام في خندق حفر حديثاً، فتظاهر حينها بأنه ميت.
وتحدث علي عن قصة انضمامه للجيش في يونيو (حزيران) الفائت، قائلاً: “أنا رجل متزوج ولدي طفلة، فقير الحال وليس لدي عمل أو راتب أعيش منه، لذا لم أجد أما من خيار سوى الانضمام للجيش”، وبعد انضمامه بوقت قصير نقل علي لقاعدة سبايكر.
وأضاف: “عندما علمنا باقترابهم حاولنا الهروب، وبدلنا ملابسنا العسكرية بالمدنية، لكنهم كانوا وصلوا بالفعل”، وتابع “كانوا حوالي مئة إرهابي، وأخبرونا بداية الأمر بأنهم لن يؤذونا، وسيأخذوننا لذوينا، ثم قيدونا، إلى أن فرقونا على شاحنات ولم يعد بإمكاننا فعل شيء”، وتابع علي “كل شاحنة كان يحرسها مسلحين أو ثلاثة، وكانوا يقتلون كل من يتحرك”.
بعد ذلك، اقتيد المجندون في موكب لملاقاة مصيرهم، وكدسوا في عشرات الشاحنات، ما أدى لمقتل البعض ممن كانوا في الأسفل، وعلق علي “الذين كانوا بالأسفل قتلوا، لقد رأيتهم..”.
وأوضحت الصحيفة أن بعض الشاحنات توجهت للحقول القريبة، فيما توجه بعضها الآخر إلى النهر، وفصل علي الأحداث شارحاً: “أمسكنا أحدنا بالآخر، وجلسنا، منتظرين الموت، لقد كنت الرابع في الصف، وحين أطلقوا النار على الجندي الأول، لم أعد أشعر بشيء، وفكرت فقط بعائلتي وابنتي الصغيرة، وماذا سيحل بهم”، وتابع علي: “وصلت الدماء وجهي، وقتلوا بعدها الثاني والثالث، وحين بلوغ دوري، لم أعرف أين ذهبت الرصاصة، لكنها لم تصبني، إلا أنني تظاهرت بالموت، وبقيت على حالي حتى حل الظلام”.
انتظر علي حوالي أربع ساعات، لحين حلول الظلام، وقطع مسافة مئتي متر متجهاً نحو نهر دجلة، ولما وصل النهر وجد جريحاً يدعى عباس، وهو سائق في معسكر سبايكر، أطلق عناصر “داعش” عليه النار، ودفعوه إلى النهر.
وبقي علي كاظم مختبأ لثلاثة أيام، اقتات خلالها على الحشرات والنباتات، ورسم مخطط هروبه، وأوضح علي بأن عباس طلب منه ألا ينساه وأن يخبر الناس بما حدث.
وواجه علي صعوبة كبيرة في عبور نهر دجلة، وسار مسافة طويلة بمحاذاته حتى وجد منطقة أقل خطر، وبين أنه عبر النهر بحذر كبير، ولم يرفع يديه فوق المياه خوفاً من أن يراه عناصر “داعش”.
وتنقل علي بمساعدة الغرباء عبر أربعة مواقع، وبعد ثلاثة أسابيع من المذبحة، تمكن علي أخيراً من الوصول إلى عائلته، وقال: “حين رأتني ابنتي بدأت بالبكاء وهربت مني”.
تجدر الإشارة إلى أن صحيفة نيويورك تايمز، نشرت الخبر على حسابها بموقع “تويتر” باللغتين العربية والإنجليزية، في سابقة أولى من نوعها، إضافة لتسويقها للمقابلة داخل المنطقة العربية.