و.ض.أ / خاص
خاطب المرجع الديني المجاهد سماحة آية الله العظمى الشيخ جواد الخالصي (دام ظله) الجمعة، الكرد ان هذا التصرف دُفعتم إليه لأغراض سياسية ورطتم فيه، فليس الحل بالعناد الجاهل، فيما حذر من الدخول في أي فتنة، مشيراً ان محاولة الانفصال لن يكون لها أثراً إلى الفتنة، مؤكداً انه لا انفصال ولا تقسيم ولا قتال ولا حروب.
وقال المرجع الخالصي (دام ظله) خلال خطبة الجمعة بتاريخ8 محرم 1439هـ الموافق لـ 29 ايلول2017م، “احذركم من الفتن التي تأتي كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضاً، واحذركم مما جرى ويجري وما سيجري بعد فترة، وابلغكم ان مخطط الأعداء بدأ ينقلب من حالة إلى حالة، ومن طريقة إلى طريقة، فانتبهوا”.
وأضاف “انتبهوا جيداً إلى ما نقوله عن أحداث اليوم، لكي لا نستدرج مرة اخرى إلى فتنة جديدة، فنجد انفسنا بعد حين غير قادرين على الخروج منها، فالذي يجرى اليوم ايها الأخوة بعد فتنة الاحتلال، وما واكبها من ارهاب وطغيان واستبداد ودماء وحروب وفتن أُحرق فيها العراق كما احرقت قوى المنطقة وجوبهت حركة الامة بهذه الفتن”.
وتابع “لما جاءت قوى الارهاب واحتلت الموصل وبعض المناطق الأخرى، كنا نعلم ان هنالك تعاون قد تم معها، لكي يأتى بها للعراق لغايات جديدة، ولكن عندما فشلوا وعلموا بأن هناك حركة قد نهضت وجمعت الناس مرة ثانية وبدأت تزيل آثار هؤلاء شيئاً فشيئاً، وجدوا انفسهم محاصرين بطريقة قاسية” لافتاً “فلجأوا إلى محاولة مفضوحة أكثر من المحاولات السابقة، وهي الاعلان عن انفصال جزء من العراق وهو الاقليم الشمالي (كوردستان)”.
فيما أكد أن “ان هذه المحاولة لن يكون لها من أثر إلا الفتنة، لأن بغداد والعرب والتركمان سيرفضون، وقسماً من الكرد يعتد بهم ايضاً سيرفضون، ومعظم دول الجوار اقليماً ودولياً” مشيراً إلى “ان الارقام التي اعلنت في نتائج الاستفتاء هي زائفة ولخداع الناس” معتبرا “تأييد الكيان الصهيوني للإنفصال وظهوره كصديقاً حميما للشعب الكردي، هذا يعني ان هذه مخادعة صهيونية جديدة لإحداث الفتنة”.
وخاطب الساسة الكرد “ان هذا التصرف دُفعتم إليه لأغراض سياسية ورطتم فيه، فليس الحل بالعناد الجاهل، ونحن كشعب وأمة نقول لكم: نحن اخوانكم واهلكم وانتم ابناء هذا البلد، ولا مستقبل لكم ولا مصلحة لكم إلا ان تعودوا إلى العراق، وان تكونوا جزءً من هذا الشعب بكل الحقوق الكاملة التي طالما دافعنا عنها، ووقفنا في وجه الظالمين دفاعاً عن الشعب الكردي المسلم”.
واستذكر “في 1965 جرى مؤتمر اسلامي في بغداد وطرح في المؤتمر ان تصدر فتوى لقتال الشعب الكردي، فكان رأي مدرسة الإمام الخالصي وعلمائها بأن لا فتوى في القتال ضد الشعب الكردي، وإنما عملية اصلاح، يذهب وفد من العلماء فيناقش الناس والقادة هناك، فإن كان لهم حق فواجبنا ان نعطي لهم الحق، وان كان البعض يريد الانفصال والفتنة، فواجبنا ان نجابههم، وعند ذلك تتخذ الفتاوى والمواقف، وذهب وفد من العلماء الى الشمال وجرت المفاوضات التي انتهت باتفاقية 30 حزيران، التي انهت القتال في الشمال”.
وقال للساسة الكرد قادة وشعباً: “ليس اليهود هم الذين يحبونكم كما تروج بعض وسائل الاعلام، بل هؤلاء يريدون استغلالكم، لأن اسرائيل والكيان الصهيوني اليوم في ضيق، فتريد ان توجد شبيهاً لها حتى ينشغل به الناس، وإذا حصل شيء حقيقي فلن يقف معهم أحد، ونحن لا نريد ان يحصل هذا، ولا نريد ان يكون هناك قتال”.
وأشار إلى أمرين رئيسيين “لا انفصال ولا تقسيم، ولا قتال ولا حروب، والذي يجري اليوم هو مغامرة يسعى البعض إلى ايصالها إلى حرب، ولكن يجب ان نعمل على عدم السماح بذلك، وأن نحل الإشكال باللقاء والإخاء”.
واقترح “ان يأتي وفد علمائي من الشمال إلى علماء بغداد والكاظمية والنجف والانبار وغيرها، ويكون اللقاء مع الحكام الذين يرشدون السلاطين والحكام، لا الذين يتبعون السياسيين ويكونون ادوات بيد الحاكمين”.
وأكد “ان مصلحتكم بأن تعودوا إلى شعبكم، ونحن هذا الشعب الذي تعرفونه ويعرفون ماهي المواقف التي وقفناها معهم طوال التاريخ، ومصلحتنا جميعاً ان نتجاوز هذه المرحلة ونعود جميعاً للعراق الواحد الموحد”.
حذر “الجميع إلى الانتباه من اصوات النشاز التي تصعد من الطرفين، ونعلم ان هؤلاء هم موجهون في الاغلب من جهات تريد تأجيج الفتنة، فأنتبهوا لهذا الأمر الخطير”.
Share