و.ض.أ / بغداد / فراس الكرباسي
دعا امام وخطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي في خطبة الجمعة، جميع المعنيين من سياسيين وقادة البلاد للاستفادة من سياسة الامام الحسن المجتبى، معتبراً ان اهم ما يميز سياسة الامام الحسن ثلاث امور وهي نبذ سياسة المحاور وتغليب المصلحة العامة ونبذ الأنانية والاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وكفالة الفقراء، واصفاً تمسك بعض قيادات كردستان في الحكم والتشبث فيه وجر أبناء البلد الواحد للتقاتل بـ”السياسات الخاطئة” التي تهلك الحرث والنسل، متأسفاً كبير على ما فرط المستكبرون من تمسك الأحزاب المستكبرة بالتصويت على مفوضية انتخابات تمثلها وتحفظ مصالحها ومكاسبها على حساب مصلحة الأمة.
وقال الشيخ عادل الساعدي من على منبر جامع الرحمن في المنصور بالعاصمة بغداد، ان “نعيش هذه الايام ذكرى استشهاد كريم اهل البيت الامام الحسن عليه السلام واتسمت شخصيته بأنماط تميزت فيها سمات عالج من خلالها أمراضاً اجتماعية تفشت في الناس ومن هذه المظاهر هي الحكمة في معالجة المشاكل ومواجهتها ومنها تفهم سلوك القيادة وبالأخص القيادة الدينية كمرجعية والإيمان بحكمتها ومنها التعامل بتواد لتوفير القناعة لدى الآخرين بما نتخذه من سلوكيات وأن لا نتعامل بسياسة الفرض والأمر الواقع وهذه هي من اعظم تجليات الحكمة الحسنية”.
واضاف الساعدي “لنتعلم من الامام الحسن الترفع عن حطام الدنيا والزهد فيها وكانت من مظاهر شخصية الامام الحسن هي الترفع عن حب الدنيا أو الميل لإغراءاتها وهذا الترفع أراده درساً يعلمنا فيه أن السلطة لا تعني أن يغرم الحاكم مال الامة ولا السلطة تساوق الاعتياش على مال الفقراء فما من رئيس اليوم إلا وأصبح بعد مدة حكمه إمبراطوراً في مملكة المال لينفقها وعائلته في الملذات دون أن تستفيد منها شعوبهم حتى في تنمية بلدانهم فمازالت سياسة كشف الذمم والمصالح ضعيفة في بلداننا فإن السرقة في كل أحوالها حرام إلا أن سرقة الحكام لشعوبهم أشد حرمة وافظع خيانة”.
وعن المنهج السياسي لدى الإمام الحسن المجتبى ، بين الشيخ الساعدي “قد يتصور البعض تصوراً خاطئاً أن الإمام الحسن لم يكن بالرجل السياسي أو القادر على إدارة شؤون السلطة، ولكن المذهب السياسي عند الإمام الحسن لم يكن براغماتياً ولا أنانياً يقدم نفسه على مصلحة الأمة فهذه المبادئ الميكافلية لا وجود لها في نفس الإمام الحسن ومن يتطلع السيرة العطرة سياسياً يجد أنها اتسمت بنبل المذهب السياسي وشرافة الحاكم العادل”.
وكشف الساعدي “ان أهم ما يبرز سياسة الامام الحسن والتي ندعو جميع المعنيين للانتباه اليها وتطبيقها ويمكن ايجازها بثلاث امور وهي نبذ سياسة المحاور وتغليب المصلحة العامة ونبذ الأنانية والاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وكفالة الفقراء”
وقال الساعدي ان “أهم ما يبرز سياسته وهي نبذ سياسة المحاور، ولعل أشد ما عاناه العراق اليوم هي سياسة المحاور والصفقات المشبوهة من أجل مكاسب البقاء في السلطة، ولعل البعض راح أكثر من ذلك واخذ يؤسس لمحاور داخل البلد على أساس المنافع السياسية في الداخل والارتماء خارجياً على أساس المحاور العالمية شرقية وغربية وعربية وغير عربية ، فمثل هذه السياسات ليست من شأنها إلا خلق جبهة داخلية متناحرة وتصنع من البلد ساحة حرب لإرادات الآخرين وأبناء جلدتك وقود حربٍ يكون الخاسر فيها هم أبناء هذا البلد”.
وطالب الساعدي “فلتكن سياسة الوطن وحب الشعب أولى من كل الاتجاهات السياسية والمذاهب النفعية في عالم السلطة فإن الانفتاح الذي يسعى إليه العراق اليوم من شأنه أن يخفف من حدة التوتر ويقوض سياسة المحاور شريطة أن لا يجر العراق من جبهة لأخرى ولا من محورٍ لآخر، وإن اعتماد سياسة التوازن في العلاقات كفيلة بتحقيق المكاسب السياسية السليمة”.
واشار الساعدي “لابد من تغليب المصلحة العامة ونبذ الأنانية حيث كانت سياسة الإمام الحسن تتسم بتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة والفئوية ولو اقتضت هذه السياسة التنازل عن الحق الشخصي، وما أكثر هذه المنهجية وأوسعها في عالمنا الحاضر الذي يرضى الحاكم والطالب للحكم أن يقع الجور على الأمة في سبيل البقاء في السلطة وقد شهد العراق هذه الأيام أحداثاً دلت على شيوع هذه الروحية والمنهجية النفعية ولربما خير شاهد على ذلك اثنان فالشاهد الأول هو تمسك بعض قيادات كردستان في الحكم والتشبث فيه وجر أبناء البلد الواحد للتقاتل وسيل الدماء ، إن مثل هذه السياسات الخاطئة تهلك الحرث والنسل ثم تنتهي بأصحابها إلى مزابل التاريخ ، فمن له وعي وانتباه من غفلة أن يؤثر التنحي عن مقام السلطة والحاكمية حفاظاً على ماء الوجه وإبقاءً على كرامة الإنسان فليس في تغليب المصلحة العامة ما يعني الخسارة بل ربح الأمة والمبادئ”.
وتابع الساعدي “اما الشاهد الثاني فهو تمسك الأحزاب المستكبرة بالتصويت على مفوضية انتخابات تمثلها وتحفظ مصالحها ومكاسبها على حساب مصلحة الأمة وإن إصرار المستكبرين على المضي في تحقيق مبتغياتهم وبعد كل هذه الدعوات الرامية لإصلاح العملية السياسية متجاهلين رأي الشعب وتطلعاته تنتهي مفوضية انتخابات غير المستقلة الى مفوضية أخرى تشابهها في المضمون والجهات”.
واعتبر الساعدي إن “من يدعو الى التغيير والإصلاح لا يكتفي بتبديل والوجوه واستبدال الظالم بآخر بل لابد من استبدال الظالم بعادل ومنهج منحرف بآخر مستقيم ليتحقق الإصلاح فأسفنا كبير على ما فرط المستكبرون بطموح هذا الشعب المسكين وإن ما حصل قد ينبأ لا سمح الله عن كوارث سياسية في المستقبل وعدم استقرار الأمة مادام المستكبرون لا يفكرون إلا بحفظ مصالحهم قبل مصلحة البلد”.
واردف الساعدي قوله “اما الامر الاخر فهو الاهتمام بمؤسسات المجتمع المدني وكفالة الفقراء، فلابد من تنمية روح المسؤولية وإدامة التواصل في سد حاجات الفقراء وكفالة الأيتام وتعاهدهم بقضاء حوائجهم المادية والمعنوية ولعل مجتمعنا اليوم من أكثر المجتمعات تضررا لكثرة الشهداء والموتى بسبب الحروب وتردي الحالة الصحية وعدم الاستقرار المجتمعي لذا ندعو لتبني المبادرات الاجتماعية في كفالتهم وسد احتياجاتهم وليكن الامام الحسن المجتبى كريم أهل البيت عنواننا وقدوة نتأسى بها لننال قسطاً من كرمه وفيضاً من شفاعته”.
Share