و.ض.أ / بهاء مانع المنصوري
احتفى إتحاد ألأدباء والكتاب في البصرة بالقاص عيسى عبد الملك لمناسبة صدور مجموعته القصصية أشخين بمشاركة نخبة من الأدباء والكتاب قدم المحتفى فيه القاص محمد المادح .
ألقاص عيسى عبد الملك من مواليد البصرة عام 1938 بكالوريوس كلية ألاقتصاد جامعة البصرة له ثلاث مجاميع قصصية ألحزن على طريقة وردة عام 2010 وخريف الخوف عام 2014 وضفائر طيبة عام 2015 ورواية زقاق مر وتقع في 346 صفحة من إصدار دار تموز للنشر ، في السنوات ألأخيرة كان له نشاط ملموس و واضح في كتابة القصة القصيرة ، والقاص عضو ألإتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عضو التجمع الثقافي العراقي عضو الهيئة ألإدارية لجمعية ألاقتصاديين العراقيين في البصرة ومسؤول اللجنة الثقافية فيها نشرت له بعض الصحف والمجلات العراقية والعربية ، عمل في سلك التعليم والسياسة ونال نصيبه من السحن والاعتقال والمطاردة والإبعاد في زمن النظام السابق ، حصل على شهادة دورة المعلمين والمعهد الفرنسي في اللغة الفرنسية وشهادة دورة المتقدمين للمعهد الثقافي في جامعة البصرة .
وقال القاص عيسى عبد الملك عن مجموعته القصصية أشخين ” لمراسل ( وكالة ألضواء الاخبارية ) مشيراً أن أشخين هي آخر مجموعة قصصية تتألف من 23 قصة في أزمان مختلفة والبارز منها أشخين والسترة وسبابة اللص والوجه الآخر لي وهي رصد لبعض الأحداث ألتي تدور ودارت في البلد وبعض تعود إلى أزمان قديمة وذكريات تؤرخ فترة من تاريخ العراق بما فيها أحداث ومشاكل سياسية ، ومن خلال كتاباتي وفي حياة كل إنسان هناك أسماء وأشخاص ومدن وأحداث والكاتب هو شاهد على هذه الأحداث ، رسالته أن يوصلها أو يخلدها بما فيها من مدن وناس وذكريات للأجيال القادمة مثلا كتبت عن ألأرمن وهم شريحة من سكان العراق وهي كادت أن تنقرض بسبب الهجرة وكذلك المسيح والصابئة وطالما تناولت الصابئة في بعض قصصي وهذا النسيج السكاني العراقي الجميل بدأ يتهرأ ويتمزق ، وفي قصة لقيط قالت ألأم في نهايتها عن أبنها اللقيط ( من مزق لحمة هذا النسيج )، إضافة إلى تلك الأحداث هي ألأحداث ألتي مرت على العراق أحداث جسام مثل احتلال الموصل والمنطقة الغربية بأكملها سجلتها في قصة سبابة اللص ولم أشر صراحة إلى الخيانة ولكن أشرت إلى رمز يدل على الخيانة ، وبعضها أحداث تتعلق في فترة الصبا والمراهقة وأسماء ظلت في الذاكرة وكلما أحاول أن أجد طريقة خاصة تميزني عن الآخرين هي أن أقلل من الوصف وأرمز لبض الأحداث على شكل قصة حتى في نقد الأوضاع السياسية أحاول على شكل قصة أو ومضة كما في قصة ( زيارة رجل ميت ) “.
وأضاف ” هذا الأسلوب وجدت له صدى واسعا في مصر حتى إن بعض الكتاب المصريين قالوا أسلوبك يشبه أسلوب نجيب محفوظ وعبد الرحمن الشرقاوي وفي زيارتي لمصر اكتشفت نفسي الضائعة هنا واكتشفت إنهم قليلي المعرفة بما يحدث في العراق إلا من زار العراق بسبب نشاطاتنا وبالصدفة اكتشفت إن رئيس لجنة الإعلام في جامعة الدول العربية هو عراقي واسمه عصام البرام الذي عليه أن يأخذ دوره في هذا المجال وقد كنت المدعو الوحيد من العراق واضطررت التكلم ليس باسمي ولا باسم البصرة مع ذلك لم أغفلها في حديثي حين ارتجلت المنصة وتكلمت عن العراق و واقع الأدب فيه وقلت إن الأدب والأدباء مظلومين في العراق في ظل الهجمة ألتي نعاني منها وليس غريبا أن نجد أسماء كبيرة هي مطمورة دون ذكر أما أنا فلست وحدي في هذا الميدان وربما ساعدني الحظ في أن أبرز لكن هناك من هو حتى أكفأ مني وأكثر نضجا ولكن لم تتح له الفرصة “.
وتحدث الناقد جميل الشبيبي عن بدايات القاص عيسى عبد الملك قائلا ” عيسى عبد الملك بدأ الكتابة متأخرا فكان مشغول بحياته وقضايا السياسية وغيرها ، تفرغ للكتابة منذ عام 2007 وبدأ بكتابة هذا المخزون الكبير في ذاكرته حيث عاش حياة طويلة سافر وسجن عدة مرات وكانت حياته قلقة محاطة بكثير من المنغصات والجمال أيضا وخلال هذه الحياة المعقدة استطاع أن يستحضر الكثير من الشخصيات من النساء والرجال والأماكن أستحضرها في ذهنه وكتبها قصصا جميلة فهو استفاد من هذه الحكايات ألتي عاشها ولكنه جسدها بطريقة فنية جميلة استطاعت أن تصل القاريء وتكشف وجهة نظر القاص عن الواقع القديم والجديد فعندما يكتب عن القديم يكتب بمنغصاته وجماله كأنه يعادل الماضي في الحاضر ، والحاضر فيه منغصات كثيرة ومزعجة وليس فيها جمال في حين ذلك الوقت رغم صعوبة الحياة وشغف العيش كانت هناك علاقات جميلة ومرتبة فهو عندما يكتب عن الأرمن والأرمنية وغيرها وكيف عاش معهم بطريقة جميلة لا توجد في الوقت الحاضر ، الآن الأرمن والمسيح والصابئة قد غادر معظمهم البلد وليس لهم مكان بينما هم أصل لهذا المجتمع العراقي فاستطاع عيسى عبد الملك أن يكتب هذه القصص الجميلة المرتبة وما زال مستمر “.
وبينت الشاعرة منتهى عمران إن القاص عيسى عبد الملك يعتمد في أسلوبه السردي على أسلوب السيرة الذاتية لأن معظم قصصه هذه لأحداث حصلت له في الواقع أو حضرها أو رآها فنحن معظمنا عايشنا نفس هذه الفترة نستطيع أن نعرف إنه فعلا أحداث حقيقية ولم يلجأ القاص أبدا إلى الخيال فقد ابتعد تماما عن هذا الموضوع وحتى وإن كان هناك نوع من الخيال فهو محاكي للواقع وأسلوبه أيضا يعتمد الأسلوب السردي البسيط الشيق الذي يستطيع أن يجذب القاريء ويقرأ بسلاسة وسهولة وأنا اعتبره من القصاصين المهمين الذين يعتبر نتاجهم القصصي أرشيف مهم للواقع الاجتماعي للبصرة في الفترات السابقة وهذا يؤشر لأنه نفتقد نحن إلى المؤرخين أو كتاب التاريخ أو كتاب علم الاجتماع في الاهتمام بهذا الجانب من الحياة الاجتماعية في العراق فمعظم السراد والقصاصين في البصرة هم الذين حفظوا لنا هذا الأرشيف للأجيال القادمة حتى بعد مئة عام “.