و. ض. أ / داود الفريح
اقام منتدى اديبات البصرة ، يوم الاربعاء المصادف 15/11/2017 جلسة حقوقية ، في مبنى اتحاد الادباء والكتاب/فرع البصرة ، ضيف من خلالها الباحث والحقوقي عبد الكريم زغير ، والحقوقي عمر صبيح ، والناشطة منى مسعود ، والناشطة هناء علي .
لمناقشة “مشروع تعديل قانون الاحوال الشخصية رقم 188 لسنة 1959 المعدل” حضرها رئيس الاتحاد ، وعدد كبير من الادباء والكتاب والمهتمين بالشأن القانوني والتي حضرته ( وكالة الأضواء الاخبارية ) .
وابتدأت الجلسة التي قدمها الحقوقي محسن ثامر مرحبا بضيوفه الكرام ، ومستذكرا الادوار البطولية التي قدمها ويقدمها ابطال الجيش العراقي ، وقوات الحشد الشعبي وهم يقاتلون تنظيم داعش الارهابي ، طالبا من الحضور قراءة سورة الفاتحة وقوفا على ارواح الشهداء الذين سقطوا في معارك التحرير ، من اجل ان ينعم الجميع بالامن والامان ، ذاكرا نبذة مختصرة عن مشروع التعديل ليترك الحديث بعدها للباحث عبد الكريم زغير الذي بين وجود كثير من الملاحظات السلبية حول مشروع التعديل بدءا انه يكرس الطائفية بشكل اكثر مما موجود الان ،لانه يقسم الى محاكم جعفرية وسنية ثم انه يحيل الى دواوين الوقف السني والشيعي ، وهذا بمضمونه خرق في مبادئ الدستور بخصوص استقلال القضاء ، لانه يعتبر تدخل من جانب السلطة التنفيذية في عمل السلطة القضائية ، لان دواوين الاوقاف تتبع الى مجلس الوزراء الذي يمثل مركز السلطات التنفيذية استنادا الى احكام الدستور المادة 103 وذلك يخالف المادة 47 من الدستور العراقي الذي ينص على فصل السلطات .
المادة 88 و89 التي تتكلم حول استقلال القضاء وهذه كافية بحد ذاتها للطعن بعدم دستورية هذه المواد ، اضافة الى كثير من الملاحظات التي تؤثر على حقوق المرأة في الحضانة والزواج وكذلك حقوق الطفل .
داعيا لان يكون دور واضح وفعال لنقابة المحامين واتحاد الحقوقيين في تحريك الشارع البصري نحو سلبيات هذا القانون والوقوف ضده .
ليترك الحديث بعدها للناشطة المدنية ورئيسة رابطة المرأة العراقية/ فرع البصرة منى مسعود ، التي وصفت التعديل بالانتكاسة لحقوق المرأة ، وبينت ان القانون النافذ رغم تحفظاتها على بعض سلبياته الا انه يعتبر افضل القوانين بالنسبة للدول الاقليمية والمتقدمة ، لانه لم يقم على اساس طائفة معينة وانما اخذ من جميع الطوائف واستقرت عليه المحاكم من سنة 1959 الى يومنا هذا فمن الصعب الغاءه ، وهو منصف لحقوق المرأة والطفل
داعية بتعديل قوانين اخرى بدلا من خلق ازمة مجتمعية في مثل هكذا اجواء لا تتناسب مع هكذا قوانين
اما الحقوقي عمر صبيح فقد تحدث عن مشروع التعديل بوصفه تعديل تعسفي غير صحيح لانه سيعمل بشكل كبير على تعميق الحس الطائفي وبالتالي سوف يؤدي الى نزاعات وانقسامات في المجتمع العراقي ، داعيا الى مراجعته ومعالجته والوقوف ضده من اجل بناء مجتمع حقيقي ودولة مدنية تتماشى مع تقدم الدول .
اما الناشطة هناء علي فقد تحدثت عن الجانب التربوي ، ودور المدارس في توعية وتثقيف الفرد كون الطفل فيها بمثابة عجينة طرية يمكن غرس كل الافكار التوعوية فيها .
مبينة لو شرع هذا القانون فانه سيخلق زيادة كبيرة في نسبة الزواج للقاصرات وزيادة في نسبة الطلاق ايضا
داعية الهيئاة التدريسية والمثقفين والادباء باخذ دورهم الحقيقي في توعية الفرد والمجتمع من خلال اقامة الامسيات والجلسات الخاصة التي تعنى في ما يلامس حياتهم المستقبلية.
وفي نهاية الامسية فتح محسن باب الحوار والمداخلة امام الحاضرين التي اشترك فيها كل من عبد الرزاق سوادي د.سلمان كاصد وعبود هاشم وسجاد الفيصل وباسم الحبيب واحمد البزوني واخرون. التي تمحورت جميعها حول موضوع الامسية.
وفي الختام ، شهدت الجلسة تكريم الضيوف بشهادات تقديرية مقدمة من منتدى اديبات البصرة قام بتسليمها رئيس الاتحاد د.سلمان كاصد لضيوفه تباعا وسط اجواء ثقافية رائعة.
Share