و.ض.أ/ سعد ناظم
اختتمت فعاليات مهرجان المربد الشعري السنوي نسخة الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة وشهد المهرجان أقامت فعاليات مختلفة اشتملت على جلسات شعرية وحوارية ودراسات نقدية قدمها مجموعة من الشعراء والأدباء العراقيين والعرب من مختلف الدول العربية والأجنبية.
وبعد تقديم شكره وامتنانه الى القائمين على مهرجان المربد ممثل الوفد العربي الدكتور صلاح فضل في كلمة مثل بها الضيوف العرب في المهرجان قائلا ” البصرة إيقونة العلم والثقافة زهرة المدائن العربية الأولى في فجر حضاراتها كل شبر من هذه الأرض شاهد واقعة غالية مر عليها قدم كريم اختزنت الذاكرة العربية هوائه وترابه وتفاصيل في كتبها وفي تراثها
وأضاف فضل ان “هذه البصرة عندما تصر على ما يجتاحزه العراق من محن وعلى مايمر عليه الوطن عربي من فواجع ومئاسي تصر على ان تفسح صدرها للشعراء وان تقيم مربدها الذي تعودت عليه منذ أعوام وهي تعلن لنفسها أولا وللوطن العربي بأكمله وللعالم بأسره ان هذه اللغة العربية الغالية التي اجتهد في صناعة نحوها البصريون وان هذه الشعر الجميل العربي سوف لا ينحني ولا يتراجع مهما بدا على سطح الحياة العربية مما يدعو إلى الاكتئاب والى الحزن .
وأشاد فضل في دور البصرة قائلاً” البصرة تتجاوز حزنها التاريخي لكي تحتضن الشعر والشعراء لكنني أهيب بكل الشعراء ان يجمعوا صوتهم قوياً عنيفاً ضد ما يحدث من تمزيق وطننا العربي ضد هذا الإرهاب الأسود الذي يعتبر ردة حضارية المؤامرات العالمية .
وأشار الى ان “القرون الطويلة من الحضارة العربية الإسلامية صنعت موجات عظيمة في العلم والمعرفة أرادوا لنا أن نتساهل لكي نسقط تحت براثن الجهل والتخلف ولكي ينسى شبابنا مشروعهم في العالم والتقدم .
ودعا فضل الشعراء أن يعيدوا نجمة الأمل في المستقبل والثقة بهذه الأمة بلغتها وشعرها و إبداعها حتى تستطيع المضي إلى الإمام
فيما قراء كلمة اختتام المهرجان المخرج والممثل المسرحي عزيز خيون قدم بها الشكر والتقدير الى وزارة الثقافة محافظة البصرة أعضاء مجلس المحافظة والجهات الأمنية لدعمهم فعاليات المربد الثقافية .
وذكر خيون ” تحت شعر المربد أفق إبداع يتجدد وتعبيراً عن الوفاء للثقافة العرقية لمبدعيها حملت نسخة هذا العام الشاعرة العراقية لميعة عباس عمارة تميزت الدورة بحضور عدد كبير من الأدباء و الشعراء العرب والأجانب والشعراء العراقيين من خارج العراق تأكيدا للتواصل الثقافي والإنساني مع أدباء العالم اجمع.
وأضاف خيون ” أن انعقاد هذا المهرجان في ضل التحديات الذي يشهدها العراق ألان من هجمة إرهابية شرسة تريد النيل من سيادة العراق وأمنه واستقراره له دليلاً على ايمان المثقفين العراقيين بدور الكلمة في التصدي لقوى الظلام كما هو تأكيد على ان الإبداع العراقي ماضي في صناع ثقافة عراقية ملتزمة بقضايا المجتمع وخليقة بسمعة العراق وشعرائه وأدبائه.
مشيراً إلى أن ” أشتمل مهرجان هذا العام على مجموعة من الفعاليات الثقافية والفنية شكلت الركائز الأساسية للمهرجان اذ تضمن قراءات شعرية توزعت على ثمان جلسات شارك فيها طيف واسع من شعراء العراق فضلا عن عدد من الشعراء العرب والأجانب كما تضمن عدد من المحاور النقدية توزعت على ثلاث حلقات نقدية قدمت فيها أكثر من عشرين ورقة لعدد من الباحثين والنقاد سلط فيها الضوء على النسوية في الشعر العراقي المعاصر والشعر في البصرة.
وطالب خيون على تحديد موقع مهرجان المربد في بداية تشرين الأول من كل عام وتشكيل سكرتارية ثابتة من وزارة الثقافة والاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق واتحاد أدباء البصرة لمتابعة شؤون المهرجان ومتابعة تحضيره قبل ثلاث اشهر من انطلاقه وضمان نشر إعمال مهرجان المربد في كتاب سنوي خاص .
ومن جانبه رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر كريم جخيور أكد ان ختام مهرجان المربد الحادي عشر دورة الشاعرة الكبيرة لميعة عباس عمارة رسالة إلى الأخر أن العراقيين يحبون الحياة يحبون الجمال .
وتابع قوله ” نقابل الإرهاب نرد على القوة الإرهابية قوة الظلام بأننا أبناء الحياة أبناء السلام اليوم احتفال بالشعر اليوم ابتهاجاً في البصرة اليوم هذه البصرة الأم تعيد نضارتها من خلال ما حدث اليوم من فرحة ابتهاجا حقيقياً للشعر والجمال .
وفي السياق ذاته شاعر عراقي في الدنمارك منعم الفقير قال “المربد واحد من أهم المعالم الثقافية للثقافة العراقية عموماً كلنا نحرص على أن يستمر هذا المعلم او هذا المهرجان كنا نتطلع نحو تحسين هذا المهرجان ونوعيته
وذكر ان “هذا العام وجدته أفضل من دورات سابقة من حيث التنظيم ومن حيث مبادرة الزملاء في اتحاد كتاب البصرة لحصر عدد القراءات لكننا نتطلع إلى المزيد من الدعم أفضل ونتمنى ان تتسع القراءات في أماكن اخرى في الجامعات وفي الثانويات لأجل ان يكون الشعر هو المصدر الجمالي الى التربية الذوقية .
وتابع قوله ” نتوجه الى كل الكتاب والشعراء العرب ان يساندوا زملائهم الشعراء العراقيين من خلال التعاون الثقافي وان تكون البصرة والمدن العراقية الأخرى هي مفتوحة امامهم لمشاركاتهم .
وفي ختام الحفل وزعت شهادات تقديرية للمساهمن في المربد بنسخته الحالية مع عرض اوبريت بعنوان رسالة عراقية وفلم وثائقي عن الشعرة لميعة عباس عمارة وعروض سينمائية ومعارض تشكيلية وفوتوا غرافية وأخرى للكتابة والإعمال اليدوية وفعالايات فنية متنوعة
ويستمد المهرجان عنوانه من سوق المربد التي كانت تقع في قضاء الزبير ضمن محافظة البصرة، وهي أشبه بسوق عكاظ قبل الإسلام، وكانت السوق مخصصة لبيع الابل والبغال قبل أن تتحول خلال العصر الأموي الى ملتقى للشعراء والأدباء والنحاة الذين كانوا يجتمعون فيها وينظمون مناظرات شعرية وحلقات نقاشية وفكرية، وبخلاف الأسواق الأدبية الأخرى التي كانت مخصصة لأقوام الجزيرة العربية، كانت سوق المربد متسعاً لأعراق مختلفة من فرس وصينيين وهنود وأقباط وعرب، ومن أبرز شعراء المربد جرير والفرزدق وبشار بن برد وأبو نواس، كما أن الجاحظ والكندي وسيبويه والأصمعي والفراهيدي كانوا من أشهر رواد السوق التي تعرضت إلى الإندثار قبل قرون.