و.ض.أ / مسلم الربيعي
توكلوا على الله وأحرموا بزي النقاء ،وطافوا كعبة الله االفقراء ،وسعوا مابين صفا المروءة ومروه الإيثار ملبين لبيكم عيال الله ، قـَبـَّـلوا اللون الأسود في رؤوس اليتاما، وصلـّوا ركعتي مقام التفاني في ابوابهم ، ثم قصروا بالقبض على لحاهُم حزناً على أحوالهم المزرية ،ورجموا إبليس الفقر بـ(21) همة ،وما أن حـَلـّوا إحرامهم حتى ذبحوا هديهم لإطعام مساكين آل محمد (ص).هؤلاء هم أعضاء جمعيات التكافل الأجتماعي ورعاية الفقراء والأيتام في البصرة ، جمعية كربلاء الحسين(ع)،مؤسسة التضامن الولائي ،مؤسسة الأريج ومؤسسة الرضوان .
أجتمعت هذه المؤسسات الخيرية الأربعة في حسينية أم البنين(ع) لوضع برنامج موحد في رؤاه وأفكارة يرسم خطة مستقبلية تتكفلُ بتحجيم المستغلين وزيادة اعداد المستحقين .
وقال السيد حسنين علي عايد ممثل الشيخ حسن السهلاني مدير مؤسسة التضامن الولائي :عملنا وعلى مدى سنين خلت على جمع بيانات مؤكدة عن العوائل الفقيرة والمتعففة جاء ذلك بعد عمليات كشفٍ واستطلاع مكثفة ،حيث توزعت العوائل بين المؤسسات الأربعة كالتالي : كربلاء الحسين (ع) 150 عائلة ،التضامن الولائي 130 عائلة ، الأريج 125عائلة و الرضوان 180 عائلة .
وأضاف : يتم داخل هذه المؤسسات توزيع الكسوة الشتوية والصيفية فضلاً عن ألبسةِ الزي المدرسي ،وتوفير السلات الغذائية المنوعة إضافة إلى المبالغ المالية .
وبين :تتكفل هذه المؤسسات بمرضى هذه العوائل بالإتفاق مع مجموعة أطباء ومجمعات طبية ومختبرات وأصحاب تصوير الأشعة والسونار كل ذلك مجاناً إضافة الى إجراء بعض العمليات الجراحية .
وأكد :عمل المؤسسات يقتصر على مناطق المركز سوى بعض الحالات الحرجة في الأقضية والنواحي التي تعالج بعد حصول التزكية عن طريق إخوتنا الثقاة في هذه المناطق .
وأشار: إلى رسم خطة وبرنامج خاص بمؤسسة التضامن الولائي حيث تـَكـَفـَّلت بإنشاء (14) دار سكنية مجاناً للعوائل الفقيرة تيمناً بالأربعة عشر المعصومين (ص)والتي أكتمل منها( 6 )دور لحد الآن .
منوهاً :الى حجم الفرحة التي ارتسمت على وجوه من عضَّت بهم سنـِيَّ الفقر والفاقة بعد دخولهم دارٍ متكاملة وكان ذلك الأمر بالنسبة لهم بمثابة حلمٍ لايمكن تحقيقه .
وتابع : لم يقتصر عمل هذه المؤسسات على اعمال البـِرْ فقط ولكن تعداه الى إقامة دورات حفظ وترتيل القرآن إضافة الى دورات التقوية لأبنائنا الطلبة ولكافة المراحل فضلاً عن مجالس الوعظ والأرشاد في شهر محرم الحرام وشهر رمضان المبارك ، ودروس الفقه والعقيدة ودورات التنمية البشرية باستقدام أمهر المدربين ، ناهيك عن الإشتراك بتزويج بعض الشباب .
من جانبه أكد الملا أسعد حسن عطيه ممثل الشيخ نوري العيساوي مدير مؤسسة كربلاء الحسين (ع) على وجود عملٍ دؤوب من قبل هذه المؤسسات وعلى مدار السنة من أجل رسم البسمة على وجوه الفقراء .
وأشار الى تحقيق إنجازٍ مميزٍ وكبير على مستوى العناية بهم ورعايتهم ، لكن ماواجهناه خلال عملنا الخيري هذا هو التحايل من قبل بعض ضعاف النفوس .
مبيناً :أن هؤلاء يستلمون من أربع مؤسسات في آن واحد وتأكدنا من ذلك باخبارالثقاة من أصدقائنا لذا عمدنا لعقد هذا الإجتماع من أجل وضع خطة مستقبلة ورسم رؤى موحدة وعمل منهاج ثابت للمؤسسات الأربعة يدخل بقاعدة بيانات تضمن كشف أسماء العوائل المتكررة في كل المؤسسات ،مضيفاً هذا العمل سيحافظ على أمول الفقراء ويردع من تسوِّلُ له نفسه أخذ حق اليتيم .
أما علي طلاع جودة ممثل مؤسسة الأريج التي يديرها السيد حميد فلحي النور فقال :إن عدم الشعور بالمسؤولية وعدم الخوف من الله دفع بعض أصحاب النفوس الضعيفة لتمثيل دور الفقراء ،مستغلين بذلك إيمان وتدين وعطف وأنسانية العاملين في هذا المجال الحيوي والإنساني في هذه المؤسسات .
وأضاف : من خلال طلعات الكشف والتحري التي يجريها أعضاء المؤسسات الأربعة للسؤال عن أحوال العوائل المسجلين لديهم وصحة ادعائِها .. وجدنا العَجَبَ العُجابْ .. نعم إن هناكَ اُناسٌ تأكل الحرام وتمثل دور المسكنة ولاتتوانا عن الكذب والخداع من أجل حطام الدنيا.
مشيراً إلى شطب أسماء هؤلاء من قوائهم بعد التأكد من زيفهم وكذب إدعائهم والتوجه نحو بيوت عوائلٍ(تراهم أغنياء من التعفف)، لم يطرقوا باب أي مؤسسة او أي إنسان حِفاظاً على ماء وجوههم ولـِما يحملون من صفة القناعة والرضا بما قسم الله لهم ،لذا حرصنا على الوصول إلى منازلهم لإيصال مايحتاجون من مأكلٍ وأموالٍ تـُعينهم وترفعُ مستواهم وتكون لهم قوة يتغلبون بها على على شبح الفقر القاتل .
فيما ذكر الملا حسين خضير عبيد مدير مؤسسة الرضوان: عَمَلـُنا لوجه الله تعالى ولن تثنينا هذا الأفعال من قبل البعض عن الإستمرار به ، من إجل إنصاف شريحة الفقراء الحقيقيين .مؤيداً عمل نظام موحد بقاعدة بيانات موحدة ورؤى متوافقة لهذه المؤسسات لعلها تكون نواة تتسع دائرتها بعد ذلك الى جميع مناطق البصرة بمركزها واقضيتها ونواحيها فيُحجَّم الاستغلال والمستغلين بشكل أوسع وأكبر وتوفـَّرُ الأموال بنسبة أكثر وبهذا تستطيع هذه المؤسسات شمول أعداد جديدة من العوائل الفقيرة مما يحقق جزءً من قانون العدالة الأجتماعية متمنياً للجميع الدوام على هذه الخدمة والتوفيق على استمرارها مرضاة لله ورسوله وأهل بيته (ص) .