الرئيسية » عربية وعالمية » غرب الفرات.. حسابات الحقل والبيدر

غرب الفرات.. حسابات الحقل والبيدر

و.ض.أ / سوريا / شذا لطه 

رغم الحديث مؤخرا عن محاولات قوات الاحتلال الأميركي القيام بعملية عدوانية لربط قاعدتها غير الشرعية في منطقة “التنف” عند مثلث الحدود السورية مع الأردن والعراق مع مناطق سيطرة ميليشيات “قوات سورية الديمقراطية- قسد” شرق الفرات، لقطع شريان الحياة الاقتصادي لسورية مع العراق وإيران، إلا أن ثمة جملة من الحسابات السياسية الأميركية، والمعوقات أو الصعوبات الميدانية تجعل من تلك المحاولات بعيدة المنال والتحقق.
في إطار الحسبة السياسية الأميركية، فجميع رؤساء الولايات المتحدة الأميركية يهابون الخوض في غمار أي حرب أو معركة غير محسومة النتائج، قبيل أي استحقاق داخلي، الأمر الذي يمنع قيام الرئيس جو بايدن بالموافقة حاليا على شن أي عملية عسكرية في سورية قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة مطلع تشرين الثاني العام المقبل، وهو المرشح عن الحزب الديمقراطي، خشية أن تنعكس أي خسارة ميدانية أو سقوط قتلى في صفوف قوات بلاده على بورصة الانتخابات.
وفي إطار الحسبة الميدانية فان أي مغامرة عسكرية سوف تكون مكلفة ماديا وبشريا، سواء على مستوى القيام بها، أو على مستوى ما بعد ذلك، فانتشار قوات الاحتلال على مساحات واسعة في سورية يجعلها عرضة للاستهداف من قبل المقاومة الشعبية والجيش العربي السوري، وحمايتها تتطلب مزيدا من التكلفة المادية والبشرية.
وإذا ما حجمت قوات الاحتلال عن القيام بأي عمل عسكري بشكل مباشر، فان فرضية اللجوء إلى استخدام أدواتها ومرتزقتها من الفصائل الإرهابية وميليشيات “قسد”، تبقى مستبعدة وغير فاعلة لجهة عجز تلك الفصائل والميليشيات عن تغطية ١٢٠ كيلو مترا المسافة الفاصلة بين ” التنف” عن البوكمال، إضافة إلى إن تلك المجاميع الإرهابية سوف تكون صيدا سهلا لسلاح الجو السوري – الروسي، على طول البادية السورية المكشوفة المعالم.
ورغم غض الإدارة التركية أو مساهمتها بشكل أو آخر بإرسال مرتزقة ممن يسمى “الجيش الوطني” التابع لها مؤخرا إلى منطقة التنف تحت مسمى حرس حدود، فإن موافقة أنقرة على دعم تلك المجاميع بمزيد من المسلحين ليس خيارا مفتوحا أمام الاحتلال الأميركي، لسبب بسيط وهو خشية أنقرة من أن يسهم ذلك، إذا ما نجحت واشنطن بتوسيع مناطق سيطرتها غرب الفرات، باتساع لنفوذ “قسد” العدو اللدود لأنقرة، إضافة إلى وجود معوق كبير في الاعتماد على المجاميع المسلحة، وهو الخلاف الكبير بين القبائل العربية التي هي جزء من “قسد” أو تعمل بالتوازي معها، وصعوبة زيادة هذا المكون بسبب دور التشكيلات الكردية، خلاف بدا جليا في المعارك التي دارت مؤخرا بين” قسد” وما يسمى “مجلس دير الزور العسكري” الذي يتزعمه المدعو أحمد الخبيل.

Share