وكالة الاضواء الاخبارية
و.أ.ض/ المدينة / أسعد شهاب اللامي
منطقة الجزائر هي تلك الرقعة الجغرافية التي تمسك بأطرافها استقرار البيئة الطبيعية لمنطقة جنوب العراق وتمتد جذورها إلى عمق التاريخ. وحتى العقود الأخيرة من القرن العشرين. تعد الوريث الطبيعي للكثير من ملامح العيش في الحضارات القديمة لبلاد ما بين النهرين، فقدمها قدم الزمان والانسان وبقيت حتى العقود الاخيرة تحافظ على جزء كبير من موروثها القديم من العادات والتقاليد وطريقة العيش . إن إطلاق تسمية الجزائر فيما ذكر تتركز في إبراز تاريخ المْدَيْنْة بموقعها الجغرافي الآن، كون أغلب هذه القرى تقع ضمن الرقعة الجغرافية لقضاء المْدَيْنْة في الوقت الحالي، وذلك بعد ان تعرضت الجزائر لتقسيمات 
عديدة بسبب مقاومتها للاحتلال على مر الأزمنة فأصبحت الجزائر بمسماها الحالي (المْدَيْنْة) بعد ان كانت حاضرتها. ويمكن إدراك مدى أهمية المنطقة في كتب الرحالة، ومنها وصف الرحالة الإنكليزي جون نيوبيري، الذي زار البصرة سنة 1583م، وقال بانه(( لا يستطيع الأتراك إخضاع بعضا من القبائل العربية، وذلك لانهم يسيطرون على الجزر الواقعة وسط نهر الفرات، والتي تمنع الأتراك على النيل منهم، وانهم لا يقيمون الآن في أماكن ثابتة، ولكنهم ينتقلون من مكان لآخر، مع جمالهم وماشيتهم وخيولهم وزوجاتهم وأطفالهم وكل ما لديهم)).
من هذا المنطلق وتحت شعار « حين ينطق القصب» أقام منتدى المْدَيْنْة الأدبي الدورة الأولى من مهرجان أرض الجزاير-الجزائر-
الشعري، يوم أمس الجمعة الأول من أذار الجاري على قاعة مدرسة الانتصار المهنية وسط حضور حماهيري ونخبة من الأدباء والكتاب والمثقفين وممثلي منظمات المجتمع المدني، ابتدأ عريف الحفل الشاعر جبرائيل السامر فقرات برنامج المهرجان بقراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق مع النشيد الوطني، ثم كلمة المهرجان للقاص فرات صالح رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الذي اشاد بدور المنتدى والنخب والكفاءات في هذا القضاء المعطاء، مستذكراً شهداء القضاء الأبرار الذين ضحوا بأنفسهم دفاعاً عن الوطن والمقدسات، داعياً الجهات الرسمية الاهتمام ودعم المنتدى ونشاطاته، وبعدها كلمة رئيس منتدى المْدَيْنْة الأدبي الشاعر ياسين الشاوي الذي استعرض فيها نشاطات المنتدى بصورة سريعة منذ تأسيسه عام ٢٠١٦، ثم بدأ الشعراء من البصرة الفيحاء د. سراج محمد، إسماعيل عوض اللامي، د. محمد طالب الأسدي، سجاد السلمي، ومن كربلاء المقدسة الشعراء نوفل الحمداني، د. أحمد عبد الجليل لويس، ومن ذي قار الشعراء حيدر أحمد عبد الصاحب، حسام السراي، فراس القافي، ومن ميسان الشعراء مرتضى مريود، علي الشابي، ومن النجف الأشرف الشاعر قاسم الشمري، ومن الديوانية الشعراء قاسم العابدي، سامي الكناني. تغنت قصائد الشعراء بحب الوطن والتراث والفلكلور الجنوبي ورثاء الشهداء، وذكر مآثر الحشد الشعبي، وفي ختام المهرجان وزعت الهدايا التذكارية على الشعراء من قبل قائممقام القضاء المهندس رافد الشاوي، والأستاذ الدكتور مرتضى الشاوي، والقاص فرات صالح رئيس الاتحاد، والشاعر حبيب السامر، بعد إشادة الجميع بنحاح المهرحان بنسخته الأولى.