و.ض.أ / الاحساء / زهير بن جمعه الغزال
سأتناول حالة هامة جداً وهي تعتبر إسعافية لما لها من تداعيات سيئة على الخصية أو الإخصاب لاحقاً ألا وهي انفتال (التواء)الحبل المنوي أو الخصية وهو دوران الخصية حول محورها العمودي،حيث يحدث انفتال الحبل المنوي بصورة نادرة بعد البلوغ،وقد يحدث في صغار الأطفال وفي الخصى غير مكتملة الهجرة،ويسبب هذا الانفتال نقص تروية الخصية واحتشاؤها إذا لم يعالج جراحياً خلال 3-4 ساعات من حدوثه
تم تقدير نسبه حدوث الانفتال (الالتواء) قبل سن 24 عاما ب 1:160من الذكور،وفي مراجعة حديثة للأدبيات الطبية بينت أن غالبية حالات الالتواء في الفترة ما حول الولادة المبلغ عنها قبل الولادة قدرت ب 72%, بينما البقية حدث الالتواء في فترة حديثي الولادة،وما يقرب 20% من الحالات كانت ثنائية الجانب و80% كانت متزامنة
الأسباب:
من الأسباب المساعدة سعة القميص الغلالي والارتكاز العلوي على الحبل،كذلك من الأسباب:عدم نزول الخصية التام إلى الصفن أو الخصية الهاجرة.
الأعراض والعلامات:
وما يميز التواء الخصية ضمن الرحم ظهور تغير لون كيس الصفن وغير مؤلم وخصية صلبة ووذمة خفيفة في الصفن أو وجود علامات التهابية،وبالمقابل فإن التواء الخصية يكون مترافقاً مع علامات التهابية حيث يتظاهر حوالي 25% من الرضع والأطفال الذين لديهم التواء بألم حاد في الصفن،أما اليافع فيشكو المصاب بالتواء من ألم حاد مفاجئ في الخصية يوقظ المريض من النوم عند ثلث إلى نصف الحالات،أو يحدث الالتواء بعد تعرض المريض لرض أو اثناء أو بعد التمارين الرياضية العنيفة يعقبه تورم هذه الخصية واحمرار في جلد الصفن الموافق لها ويترافق مع آلام في أسفل البطن مع غثيان
وأقياء،إذ أن ذروة حدوث الالتواء هو في عمر البلوغ بين 13 أو 15 عاماً
وتبدو الخصية منكمشة نحو الأعلى متورمة ومؤلمة بالجس ويزداد آلام برفع الخصية نحو الأعلى بيد الفاحص وغياب المنعكس المشمري وإذا مرت عدة ساعات على بدء الالتواء يحدث ارتفاع حرارة بسيطة وزيادة في الكريات البيضاء
التشخيص:
يكون التشخيص سهلاً إذا وجدت الأعراض والعلامات السابقة الذكر ويشعر بالبربخ في غير مكانه الطبيعي ويوصى بالتصوير الدوبلر الملون بالأمواج فوق صوتية لتقييم تدفق الدم داخل الخصية في جميع المرضى الذين يعانون من آلام حادة في كيس الصفن لدقته وأكثر سوعه من المسح النووي للخصية،ومع ذلك تم الإبلاغ عن دراسات بالتصوير قد تكون سلبية كاذبة وقد تكون النتائج مضللة بشكل خاص لدى المرضى الصغار جداً أو في حالات الالتواء الجزئي أو المتكرر،في حالات الآتواء تحت الحاد قد يكون التصوير بالموجات فوق الصوتية ذو النطاق الرمادي مربكاً ونظراً لعدم وجود اختبار متاح حالياً يمكن تشخيص الالتواء دون وجود هامش خطأ فمن المحتمل أن يتم الاحتفاظ بدراسات التصوير لتأكيد تدفق الدم الطبيعي عند الاشتباه في وجود أمراض أخرى غير الالتواء،وتشير الدراسات انه إذا وجدت أعراض التواء متقطع في القصة المرضية وخاصة إذا لوحظ التوضع الأفقي للخصية عند فحص المريض بوضعية الوقوف فهنا يجب برمجه إجراء عملية تثبيت الخصية ثنائي الجانب.
المعالجة:
إن إنقاذ الخصية أو الخصيتين بعد الالتواء في فتره ما حول الولادة أمر مستبعد إلى حد كبير وأن إجراء عملية استكشافية غير مستطبة ومع ذلك يوصى بالاستكشاف الجراحي الفوري عبر المنطقة الإربية لتأكيد التشخيص ولاستبعاد احتمالية وجود ورم أو أمراض أخرى في المنطقة الإربية أو في الخصية
تجب المداخلة الجراحية أو الاستكشافية بالسرعة الممكنة لإجراء رد الانفتال،خاصة إذا ظهرت الأعراض قبل 6 – 12 ساعة،وذلك بتثبيتها بالوضعية الطبيعية حتى لا يعود الالتواء (الانفتال) ولابد من إجراء التثبيت الجراحي للخصية المقابلة خشية انفتالها بالمستقبل لأن العيب الخلقي المسبب للإنفتال غالبًا ما يكون مزدوجًا.
أما إذا مضت فترة الست ساعات على حدوث الانفتال ووجدت الخصية متموتة أثناء العمل الجراحي فيجب استئصالها،وتبين أن زيادة خطر الإصابة بضمور الخصية بعد الالتواء يتوافق مع شدة ومدة الالتواء،وتزداد نسبة عدم حيوية الخصية بعد ست ساعات من الالتواء،وفي بعض الأحيان تبقى الخصية حيوية رغم مرور 12- 24 ساعة من الالتواء،ويبدو أن إمكانية الخصوبة تكون ضعيفة عند بعض الرجال اللذين كان في تاريخهم التواء خصية أحادي الجانب فقد تم ملاحظة عيوب أو شذوذ في الخلايا المنوية بالجهة المقابلة مع نقص في نوعية السائل المنوي عند أكثر من نصف الحالات عند من لديهم التواء خصية أحادي الجانب،ومع ذلك تشير دراسات أخرى إلى وجود علاقة قوية بين مدة الالتواء ونوعية السائل المنوي،والنتيجة السيئة بعد التواء طويل الأمد،حتى لو تم استئصال الخصية المتموتة.
إن آلية الوقت وعلاقتها مع الأذية للخصية المقابلة غير معروفة لكن أثبتت بعض الدراسات وجود آلية مناعية (وجود أجسام مضادة) ضد الحيوانات المنوية عند الرجال الذين يعانوا من التواء خصية مرتبط بالمستويات الأجسام المضادة كان لها علاقة بالعقم، ومن المدهش ملاحظة أن الالـتواء قبل البلوغ له تأثير قليل على الخصوبة لاحقا.