الموقع:
ام قصر موقع قديم يقع جنوب البصرة والزبير وشرق خور عبد الله والفاو
وعلى ساحل الخليج كانت منطقة نائية بحرها متشعب الخلجان
وعميق جدا يصلح لرسو البواخر الكبيرة
ويقصده صيادو الاسماك المحترفون
ومن سكنة الفاو في ايام الربيع للنزهة وصيد الاسماك
وتبعد عن البصرة بمسافة(75) كم2 .
التسميه :
كانت تسمى قديما بمنطقة الصابرية
اما تسميتها ام قصر حاليا فيعود الى تاجر مشهور آنذاك يدعي الشيخ احمد بن رزك
وهو من تجار البصرة المعروفين
فقد بنى فيها قصرا في منطقة الصابرية واتخذه مسكنا في ايام الشتاء والربيع
حيث كان يصطاد هناك كما اتخذه في الوقت نفسه ميناء لرسو السفن الشراعية المحملة بالاموال
وذلك لنقل بضائعه من الهند الى الزبير ومنها الى الشام ثم تحميلها من موانئ سوريا الى البحر الابيض المتوسط ثم الى البندقية(فينيسيا)
حيث كانت الاموال القادمة من الهند والصين وافريقيا وغيرها
تأتي الى موانئ البصرة
وكانت همزة الوصل بين الهند وماجاورها .
وقد بقي قصر الشيخ احمد ينعى من بناه بعد مماته فاندثرت معالمه
ولم يبق منه الا ركاما واحجارا مبعثرة
فغلب الاسم على تلك المنطقة بسبب بناء القصر فسميت ام قصر .
وفي يوم عثر السكان على حوت داخل مياه البحر
في ام قصر وكان جسما غريبا طافيا
وما ان اقترب حتى وجدوه حوتاً ضخما
ولكنه ميت وتمكنوا من اخراجه فبقي على ساحل البحر عدة ايام
الى ان تفسخ وبقي هيكله العظمي الضخم معروضا ليشاهده جميع السكان
ويعتبر هذا الحوت هو الثاني الذي دخل ام قصر فالاول ظهر في ميناء الفاو عام(1880)
الى مياه شط العرب العذبة وتوجه الى القرنة حتى وصل نهر دجلة قرب منطقة العزيز
وحينما اراد الرجوع لم تتحمله مياه دجلة
مما ادى قطع الطريق على السفن والبواخر النهرية
وسبب ارباكا للاهالي اذ لم يشاهدوا مثله من قبل
فأرسلت وقتها الحكومة العثمانية باخرة نهرية وعليها مدفع فاطلقت عليه بعضا من قنابلها
حتى قضت عليها وجيء بجسمه الى البصرة
ووضع في قضاء التنومة ولم يبق منه سوى هيكله محفوظا في متحف الآثار
الذي سرق وضاعت مقتنياته فيما بعد .
وشيئا فشيئا اخذت ام قصر بالتطور وتوسع الميناء
وامتلأ رصيفه بالسفن القادمة من مختلف انحاء العالم
ودخلت البلدة الاضاءة وغرست بالاشجار لتقيها حر الصيف والعواصف الرملية
وتم اسكان ما يقارب الـ(3500) عائلة في ميناء ام قصر …
وفي الحرب العالمية الثانية
اتخذته السلطات العسكرية الاميركية ميناء للبواخر الكبيرة وذلك عام(1942)
لنقل الذخائر الحربية وانشأت على جانبه الغربي رصيفا وفرعا من سكة حديد(البصرة-الشعيبة-بغداد)
وعمل هذا الخط الحديدي على نقل الذخائر والمساعدات الحربية خلال الحرب
وبعد انتهائها اكتظت ارصفة الميناء بالمخلفات الحربية خلال الحرب
فضلا عن الاخشاب والركائز التي كانت متروكة
فعمل القراصنة الذين كانوا يتوغلون في تلك المنطقة النائية بسفنهم الشراعية على حمل ما تمكنوا من اخذه وعادت المنطقة الى ما كانت عليه .
وبعد مضي ما يقارب العشرين سنة اي عام (1961)
بوشر باعادة هذا الميناء من قبل الحكومة العراقية على طريقة فنية ثابتة
وقد تم وضع الحجر الاساس على يد الزعيم عبد الكريم قاسم
ومعه بعض النقود العراقية من فئة العشرة دنانير حتى الفلس الواحد
واصبح ميناء ام قصر مركزا تجاريا يربط الشرق والغرب
وبعد ثلاث سنوات رست على ارصفته البواخر العملاقة التي تزيد حمولتها على(30) الف طن
وفي عام (1967) دخلت الميناء اول باخرة باكستانية تدعى(مكوان)
وكان على متنها صناديق من الشاي السيلاني
وربط الميناء بخط حديدي آت من اوروبا فاسطنبول مخترقا الاناضول فسوريا ثم يتصل بخط الموصل فبغداد ثم البصرة وينتهي بميناء ام قصر
وهكذا نرى التاريخ يعيد نفسه حيث تكون البصرة ثانية مركزا تجاريا كما كانت عليه من قبل .
Share