و.ض.أ/ خاص
احتفى نادي السرد في الاتحاد العام للأدباء والكتاب العراقيين بالقاص والروائي أحمد، لمناسبة صدور روايته الجديدة” تسارع الخطى “، قدم الجلسة الروائي أحمد خلف، وشهدت حضورا متميزاً لنخبة من المثقفين والمبدعين. الروائي حميد الربيعي قدم لمحة عن أجواء الرواية وشخصياتها” عبد الله وفاطمة وهند ورياض..” عادا إياها سياحة في الواقع العراقي وما يعانيه المواطن من ظواهر شاذة في مجتمعنا، كالخطف والارهاب، وطغيان روح الشر.. متوقفا عند تقنية الكتابة من استرجاعات” فلاش باك” و استباق، وتعدد أصوات السرد، فالكاتب يقترح بصوت الراوي انعطافات جديدة في الرواية، تشكل لاحقا جزءا مهما من بنائها، وحيوات أبطالها وهي رواية عراقية بامتياز بأحداثها وأماكنها وزمانها وتوصيفاتها، التي حرص المؤلف على أن تشكل حافزاً للقارئ على مسارعة الخطى خلف أحداثها.. وشهدت الجلسة مداخلات عدد غير قليل من النقاد للحديث عن الرواية وابعادها وتقنيتها .
تقنيات السرد
المداخلة الأولى للناقدة د. نادية هناوي سعدون، وجدت أن الإطار العام للرواية يتخذ من الحياة وثيقة، بدءا من الغلاف وصورته، وهي عبارة عن قدمين حافيتين تؤكدان فعل التسارع، وانتهاء بأحداثها. امتازت الرواية وكجانب تحديثي وتجريبي بتنوع ضمائر السرد فيها، إذ منح استخدام ضمير الخطاب فيها أبعاداً” ميتا روائية” جعلت من البطل في تصادم مباشر مع الراوي، الذي فرض على المروي أن يكون طوع أمره، يملي عليه أشياءه بطريقة الخطاب، ويقترح عليه موضوع كتابة” مسرحية” توصله إلى حلمه، عندما يضع بين يديه قصة مسرحية موضوعها الإرهاب وعنوانها الاختطاف.. كما تميزت الرواية بحضور السرد الاستباقي والاسترجاعي وتناوب ضمائر السرد.. حاول المؤلف أن تتضمن روايته قصصا فرعية سابقة أو لاحقة، لموضوع القصة الرئيسة “الاختطاف “.
ثيمة التسارع
قسم الناقد سمير الخليل، مداخلته إلى عتبتين، تحيل الأولى ” العنوان” إلى حضور نصي وتقني في السرد، ودعوة القارئ لحث الخطى في القراءة، فضلا عن أن فكرة التسارع لها حضور واضح في قول ” فاطمة ” إحدى شخصيات الرواية التي ساعدت عبد الله على الهروب: “..
لا تلتفت إلى الوراء، عليك أن تصغي إلى تسارع خطاك”. كما يتضح فعل التسارع في الرواية في مسألة الاسترجاعات، وتقنية السرد والانتقالات السريعة.. وكمثال: تبدأ الرواية بقصة الهروب من الاختطاف، ثم تنتقل إلى قصة عبد الله مع زوجته، ثم تضمين الحدث قصة عبد الله في دائرة السينما والمسرح لتعود إلى قصة الهروب من الاختطاف. العتبة الثانية، تمثلت في نص “سان جون بيرس” الذي اقتطع منه المؤلف جزءا، بينما كان الجزء الآخر ” الغائب” متطابقـا مع الرواية تمــامــاً. جعل المؤلف من الشخصية الرئيسة كاتبا مسرحيا، وهي ثيمة كررها أحمد خلف في رواية أخرى له،
المنهج “السيميوطيقي”
اعتمد الروائي والناقد عباس لطيف في مداخلته مقولة تشيخوف ” ان المبدع يبحث عن الشكل قبل المضمون ” أي أن الشكل أهم وأخطر من المضمون، لاسيما ان الرواية تقترح منذ البداية الاشتباك مع الواقع والتوغل في واقعية الحدث الذي نعيشه، وهو حدث جاء من لحظة تاريخية ملتبسـة وواقع غرائبي يكتنــز المـــوت المجـــاني ورداءة القيـــم. مضيفا” أعتقد أن هذا التماس المباشر ما بين الرواية والمسرح أجاز الروائي خلف اعتماد تقنية مسرحية ألا وهي المنهج السيميوطيقي” نظرية العلامات”، لذا أعتقد أن أية قراءة بعيدة عن هذا الفهم تقع في مجال التفسير الساذج أو الانطباعي”.
Share