و.ض.أ/ ماجد الغضبان
عرضت دائرة السينما والمسرح، يوم أمس الأربعاء، وعلى شاشة المسرح الوطني، ثلاثة أفلام هي “مطر على جيكور” للمخرج جودي الكناني، و”برج بابل” للمخرج حميد حداد، و “العربانة” للمخرج هادي ماهود.
يستعرض فيلم ” مطر على جيكور” على مدى 45 دقيقة سيرة حياة الشاعر الكبير بدر شاكر السياب، والمرور على مفاصلها، من دون أن تغيب قصائده أيضاً، فهو الشخصية المهيمنة على أغلب أحداث الفيلم والتي جسّدها الممثل حيدر نجم عبد، و يتخذ الفيلم من “قصائد السياب معبراً إلى كلّ ما نشاهده، ويستعيد فيلم (مطر على جيكور) قصائد السياب وعوالمه “التي تبدو أيضاً كما لو أنها لا تفارق القصيدة، فالأمكنة التي يمضي فيها السياب أشبه بأمكنة من نسج الخيال ولا أحد فيها إلا السياب.
جديٌر بالذكر إن جودي الكناني وهو احد المخرجين الذين صاغوا تجربتهم بالمهجر، درس الإخراج السينمائي في معهد كارجيالي في بوخارست عام 1983 وأخرج سبعة أفلام قصيرة في رومانيا، صور مشاهد فيلمه في قرية جيكور في البصرة، مسقط رأس السياب حيث نهر بويب وبيت الاقنان وشباك وفيقة.
فيما جاء الفيلم الوثائقي “برج بابل ” ليستعير فكرة اسطورة برج بابل كي يسقطها على الواقع، بما يتعلق بأوضاع ومعاناة العراقيين الهاربين من جحيم الديكتاتورية وتوزعهم في مختلف المنافي العربية والأوربية، بعد أن توسعت عمليات القمع التي تعرضوا لها بظل النظام السابق في نهاية السبعينيات من القرن الماضي، ليبدأ فصل جديد من التنكيل ضد الكثير من المثقفين والمستقلين الذين لم يستطيعوا البقاء في العراق للتعايش مع الوجود الدكتاتوري والحزب الواحد، فما كان من هؤلاء إلا الخروج متوجهين إلى العديد من الدول كسوريا وإيران ومنهما إلى المنافي الأخرى.
ويذكر أن المخرج حميد حداد سبق له أن اخرج أفلاما وثائقية عدة كان من بينها: الفيلم الوثائقي القصير “بورتريت للغائب” عن الفنان التشكيلي الراحل زياد حيدر عام 2006، إضافة الى الفيلم الروائي القصير “ليلة بيضاء”، فضلا عن فيلمه (82/80) الحائز على الجائزة الثالثة في مهرجان الخليج السينمائي، وكذلك انتج العديد من البرامج التلفزيونية لقناة السومرية وتقارير تلفزيونية إخبارية عدة لقناة العراقية، فضلاً عن تحقيقات تلفزيونية طويلة لقناة الفيحاء، ولديه سيناريوهات عدة بينها”من قتل مجنون القرية”، إضافة إلى عمله في إذاعة هولندا العالمية صحفيا ومترجماً.
يشار الى إن من اشرف على تصوير فيلم “برج بابل” الفنان المعروف سعد جاسم الزبيدي، وجرى تصويره بين السويد وانكلترا وهولندا والمانيا وفرنسا وبريطانيا.
واستعرض الفيلم الثالث “عربانة ” وهو روائي قصير للمخرج هادي ماهود، رحلة عربة يجرّها حصان يقودها مجنون وتحمل جندياً تشير ملامحه وأزياؤه إلى أنه خارج من معركة خاسرة، وهذه العربة تقطع طرقات ومن خلال هذه الطرقات نكتشف الكثير من المشاهد التي تشكل العراق بوضعه الحالي المتمثل بالاضطرابات والانقسامات والقتل والمفخخات، لكن وسط هذه الأزمات نرى هناك طفلاً يحمل بالونة، وهذه البالونة إشارة إلى أنه وسط كل هذه الأزمات هناك أمل مشرق ممكن في المستقبل ، وبعد ذلك يتلاشى منظر العربة وتملأ الشاشة بمجموعة من الأطفال الذين يحملون البالونات الملونة وهذه إشارة أمل إلى المستقبل العراقي .
وجدير بالذكر ان فيلم “العربانة” تم تصويره في مدينة السماوة وسط العراق، من بطولة جمال أمين وطه المشهداني والشاعر نجم عذوب وعدد آخر من الممثلين وكان مدير التصوير عمار جمال .
Share