الرئيسية » محلية » خطيب جمعة بغداد يحذر من شق صف وحدة الحشد الشعبي ويدعو لتشكيل حشد ثقافي لمواجهة الافكار المنحرفة

خطيب جمعة بغداد يحذر من شق صف وحدة الحشد الشعبي ويدعو لتشكيل حشد ثقافي لمواجهة الافكار المنحرفة

و.ض.أ/ بغداد/ فراس الكرباسي /
طالب خطيب جمعة بغداد الشيخ عادل الساعدي، الجمعة، بتشكيل حشد شعبي ثقافي لمقاومة الافكار المنحلة على غرار الحشد الشعبي العسكري لمقاومة داعش، محذراً من الاختلاف بين فصائل الحشد الشعبي لان هناك جهات تريد شق صف وحدته العراقيين، مؤكداً على لعب دور الوسطية والاعتدال في الحوار والفكر بين ابناء البلد الواحد، رافضاً وبشكل قاطع عرض مرشحي عضوية المحكمة الاتحادية على لجنة مكونة من الرئاسات الثلاث لاختيارهم عاداً ذلك مخالفة دستورية. وقال الساعدي من على منبر صلاة الجمعة بجامع الرحمن في المنصور ببغداد والتابع للمرجع الديني الشيخ محمد اليعقوبي ” اننا اليوم نعيش ذكرى شهادة الزهراء وهي تذكر الأمة بمسؤوليتها مستندة على القرآن بان نكون الامة الوسط لإحقاق الحق ودرئ الباطل وإن المسلمين اليوم قد تقاعسوا عن دورهم وتنصلوا عن أداء مسؤوليتهم لذا تجد الأمة فقدت هويتها الإسلامية”. واضاف ” أصبح الشارع العام بين تيارين كليهما خارج عن الوسطية والاعتدال بين إسلام متشددٍ لا يمت للإسلام بصلة يرهب العالم بشعاره الانتقامي جئناكم بالذبح وبين تيار متميع عن هويته حتى بدأت تنتشر العلمانية بين الشباب وبعض المثقفين ودعوات التجديد التي بدأت تستهدف ثوابت الإسلام وكلاهما خطر على الأمة فإذا كان الأول يذبح الأشخاص فهذا يذبح الشخصية ويئد الهوية العقائدية في المجتمع لذا ركزت الزهراء عليها السلام في أول خطبتها على تذكير الأمة بدورها وبينت قواعد الدين وعقيدته”. وطالب الساعدي تشكيل حشد شعبي ثقافي لمقاومة الافكار المنحلة على غرار الحشد الشعبي العسكري لمقاومة داعش ” فكما أننا اليوم نثمن الوقفة الشجاعة التي وقفتها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي والعشائر التي وعت مسؤوليتها وحملت على عاتقها الدفاع عن الهوية الإسلامية في حربها مع المتشددين والمتطرفين والذي يؤسفنا عدم توفير الدعم اللوجستي للمقاتلين وبلا تمييزٍ بين الفصائل أو قوات الأمن والمشاركة في سد احتياجاتهم وتفقد عوائلهم ومد يد العون لهم وعلاج جرحاهم كذلك نحتاج الى حشدٍ شعبيٍ يؤلف قوامه مقاتلين من نوعٍ خاص وهم المثقفون والنخب الواعية والشباب الرسالي سلاحه الفكر والقلم للوقوف بوجه التيار الثاني الانحلالي والذي يسعى إلى هدم الهوية الإسلامية وتمييعها وضرب الإسلام بعناوين براقة وشعاراتٍ خداعة قد تستهوي الشباب في أول حياتهم ولأن هدفهم واحد وهو ضرب الإسلام الأصيل ونحن لا نستبعد أن التيارين كليمها تقودهما الدول الإستكبارية فوأد الدين والعقيدة قتلُ معنويٌ بدم بارد، وحرب السلاح حربٌ عرضيةٌ لا تدوم ويستنكرها الجميع لكن هذه الحرب قد لا يشعر بها الناس ويقلل من شأنها غير أنها حربٌ طويلة الأمد وضحاياها كثير، بل ما وجدت تلك الحرب أي الجماعات التكفيرية إلا لدعم الحرب الثقافية والأخلاقية لذا ندعوكم للالتفات إليها والشعور بمسؤوليتنا فيها فساحتها أكبر من جبهات القتال فانتبهوا “. وشكر الساعدي الجهود الخيرة التي تقدم بها الشعب العراقي ودعم بدعم من المؤسسات المجتمع لمدني والاعلامية بحملات التبرع بالدم التي ساعدت الجرحى في حملاتٍ قل نظيرها في العالم ، فبوركت جهودكم وهي جهادكم في سوح الوغى ترد عنا الردى. ورفض الساعدي عرض المرشحين لعضوية المحكمة الاتحادية على لجنة مكونة من الرئاسات الثلاث لاختيارهم ” اليوم قانون المحكمة الاتحادية والتي تعد من أعلى السلطات القضائية والتي لها صلاحيات البت في قضايا كبرى يعتمد عليها مستقبل البلد وسياسته واننا نرفض رفضاً تاماً عرض المرشحين لعضوية المحكمة الاتحادية على لجنة مكونة من الرئاسات الثلاث لاختيارهم و الموافقة على تعيينهم دون موافقة مجلس النواب وهم ممثلوا الشعب فإن في ذلك مخالفة دستورية واضحة كون الدستور اشترط في تعيين الدرجات الخاصة و الوكلاء وغيرها موافقة البرلمان واعضاء المحكمة الاتحادية ينطبق عليه”. واستغرب الساعدي ” أنه ليس من المعقول بقاء اعضاء المحكمة الاتحادية في منصبهم مدة تصل الى اثني عشر سنة فإنها مدة طويلة ويخشى أن يتصدرها قضاة ليسوا بالمستوى المطلوب ما يؤدي الى عدم ضمانة سياسة البلد والخوف على مستقبله ومن العجيب والغريب أنها ستتمتع قراراتها بحصانة الإلزام ولا نعرف فيما لو صدرت قرارات تخالف الشريعة او تعرضت مع مطالبات المرجعية الدينية الراعية للشعب فكيف سيفصل في هذه الأمور ولربما ستتمتع هذه المحكمة بصفة ولاية الفقيه على الأمة والمرجعية إذا ما لم تتم مراجعة قانونها بما يتناسب مع طبيعة مكونات الشعب العراقي”. ودعا الساعدي سياسيي العراق وممثلي الشعب إلى مراجعة قراراتهم وإعادة صياغة مسودات مثل هذه القوانين المهمة وعرضها علي جهات أكثر حكمة وتحفظ مستقبل البلد وحقوقه. ووصف الساعدي تدهور حال الامة ” ان أمتنا تنصب من لا يستحق قائداً وتبعد القيادة الحقة وتعتم عليها وترى نفسها مسؤولة عن اختيار القيادة فالأمة تطمح أن تنصب من تحب دون النظر إلى من يستحق ومن يكون لمصلحة الأمة بل لا تكتفي بذلك وتسعى إلى تسقيط القيادة الحقة وتشوه معالمها وتنتقل من قتل الشخصية الى قتل الشخص والخلاص من القلق الذي يسببه لهم ولمصالحهم لذلك أصبح حال القيادة الحقة بين ظاهر غير مطاع وبين غائب يتكتم فالأمة اليوم بين قيادة ليست حقة مطاعة تمام الطاعة ومنقادة الأمة لها تمام الانقياد وقيادة حقة غير مطاعة معرضة عنها الناس وترك القيادة الحقة تعني الخسران المبين لأن في ظل ذلك تشرع قوانين باطلة وسياسة ماحقة” واضاف الساعدي ” التجرد عن الاهواء والتعصبات والانفعالات والتحزّبات والانانيات، فالأمة المنقسمة على ذاتها وتناحرها فيما بينها يكون سببا رئيسياً في ضعفها وتسلط فرعون وغيره عليها ولعلنا إذا ما خرجنا عن أطر الأنا الفردية وقعنا اليوم في الأنا الحزبية أو المؤسساتية والإنكفاء عليها وإقصاء الآخرين وإلغاء دورهم وهو سبب أساسي في إضعاف الأمة”. وحذر الساعدي من الاحزاب بالقول ” لعل وجود الأحزاب بمفهومه البراغماتي اليوم لم يكن سببا لوحدة الأمة وتقاربها إن لم يكن سبباً في تمزيق وحدة النسيج الإجتماعي لذا دعا سماحة المرجع اليعقوبي إلى إيجاد كيانات اجتماعية جديدة تكون أدّعى للوحدة وإطفاء نار الفتنة وهو تشكيل مجلس الأعيان والحكماء من أمراء القبائل وشيوخ العشائر فهم المرجعية الثالثة في تركيبة المجتمع العراقي مع المرجعية الدينية والسياسية ولهم أكبر الأثر في إخماد فتنٍ اجتماعية قد تعجز الدولة بكل قوتها من ايقافها ، كما أن المرجعية طالبت أن لا يكون هذا التشكيل تشكيلاً مرحلياً لمجرد تعدي الفتنة التي تمر بها البلاد بل يستمر الى ما بعد تحرير العراق من قوى الظلام وخوارج العصر لأنها قوةً داعمةً لبناء وحدة البلد اجتماعيا ومدنيا”. وبين الساعدي إن ” وحدة الأمة خلف قيادة حقة وعدم التنازع والتقاطع وشعورها بمسؤوليتها تجاه عقيدتها والالتزام بها كما أراد الله كفيل بالنصر ولعل خير مثال هو توحد الأمة في قوات الحشد الشعبي والعشائر مع القوات الأمنية التي واجهت قوى الظلام وخوارج العصر الذين هددوا أمن البلاد حين توحدت قواهم كان النصر حليفهم رغم شراسة عدوهم والذي ارتعب العالم من هول بطشه وغطرسته”. وشدد الساعدي ” أننا نأمل أن لا تختلف هذه الفصائل ولا تشق صف وحدتهم أية قوة مهما كبرت وتعاظمت لأننا نأمل أن يكون النصر عراقياً بامتياز وليس للآخرين كما نشكر كل دعمٍ يقدم لمقاتلينا دون فرض الرؤى والإرادة ، فحافظوا على وحدتكم فهي ركيزة انتصاراتكم ومن خلال وحدتكم نوجه رسالتنا الى جميع القوى السياسية أن تتخذ من التكاتف بين الفصائل والعشائر مثالا لها ، وكفاكم تقاطعا واختلافا فإنكم تمزقون وحدة البلاد ولو توحدت قواكم تحت المشتركات والثوابت لاستقرت البلاد وعادت مكانة العراق التي يستحقها”. وبخصوص مشكلة اليمن، دعا الساعدي جميع الدول العربية أن ” تسعى مسعى خير لحل مشكلة اليمن والرجوع الى الحل السياسي فإنه هو الأمثل وعليها أن تئد فتنة القتل والصراع الحربي وأن لا تخلق سوريا او ليبيا او عراقا جديدا في اليمن فعرابوا الدم سوف لن يكونوا في مأمنٍ من هذه الفتنة”.

 

 

10403613_1032480460098731_47985537342163789_n

Share