العراق/ بغداد/ فراس الكرباسي/
تناول امام جمعة بغداد السيد رسول الياسري في خطبة الجمعة، ذكرى الغزو الأمريكي البريطاني للعراق عام 2003 وسقوط الطاغية صدام، حيث رفض في كلامه ادعاء امريكا بأنها هي صاحبة الفضل على الشعب العراقي في تحريره من ظلم الطاغية وحكمه المشؤوم.
وقال الياسري إن ” الشعب العراقي بجهاده المتواصل ضد النظام الصدامي وتضحياته الكثيرة ورفضه الشديد للحكام المتسلطين أوجد حالة من الرفض والكراهية والانعزال للنظام مما أوجب سقوطه وانهياره من دون قتال يذكر حتى أن بغداد التي هي عاصمة النظام وموضع اعتنائه المكثف لم تقاتل”.
وذكر السيد رسول الياسري من على منبر جامع الرحمن والتابع للمرجع الديني الشيخ اليعقوبي أن “الغزو الأمريكي للعراق أفرز تحديات جديدة للشعب العراقي وهي تحديات أخلاقية وفكرية وعقائدية واجتماعية مع انفتاح وانفلات وتوسع مادي”، عاداً هذه التحديات اخبث وأخطر من التحديات السابقة التي كانت في فترة النظام السابق.
وأوضح الياسري أن “الشعب العراقي وان تحرر من الظالم إلا أن الظلم مازال جاثما عليه”.
وفي السياق نفسه قال الياسري في معرض ذكره لانتصارات القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي الاخيرة أن ” أمريكا ومن يدور في فلكها مازالت تنسب هذه الانتصارات الى التحالف الدولي والحقيقة انه ليس للتحالف الدولي اي فضل في صنع هذه الانتصارات وإنما الفضل لله سبحانه وتعالى وﻷبنائنا في القوات المسلحة والحشد الشعبي”، ونوه الى ” تصعيد لهجة اتهام قوات الحشد الشعبي بتهم عارية عن الصحة”، عادا هذا الاتهام “في خانة أضعاف عزيمة هؤلاء المجاهدين”، موضحا ان “هذا يدلل على عدم وطنية المتهم لهذه القوات البطلة”.
وشدد الياسري ان ” انتهاك حرمة المجاهدين فيه مساس بمن أخرجهم للجهاد وفيه تشجيع للدواعش ولجميع أعداء العراق وعليه يجب محاكمة كل من يفتري لإضعاف عزيمة هؤلاء المجاهدين”.
وفي نفس الوقت طالب الياسري “جميع الجهات المسؤولة بأنصاف المشاركين في الدفاع عن الوطن بدفع مستحقاتهم وعدم التمييز بين الفصائل والتحلي بالأبوية مع المقاتلين”، مشيدا في الوقت ذاته ” بقرار الحكومة عد الحشد الشعبي تشكيلا رسميا وهذا يقترب كثيرا من دعوة سماحة المرجع الديني الشيخ اليعقوبي إلى تشكيل جيش رديف للقوات المسلحة”.
واشار الياسري إلى ذكرى شهادة السيد محمد باقر الصدر رضوان الله تعالى عليه الذي تم إعدامه على يد الدكتاتور صدام والتي تصادف نفس يوم سقوطه، أن “السيد محمد باقر الصدر قد ركز على بناء عقول أبناء الأمة ووعيها ولم يركز على تهذيب النفس وتطهيرها إذ ربما كان يعتقد أنها تستحصل من الخطباء والمواعظ وكتب الأخلاق حتى فوجيء بعد ثلاثة عقود من العمل الإسلامي ببعض المواقف من البعض التي شهدها في أواخر حياته فأخذ في التركيز على هذا الجانب الأخلاقي الذي كان السيد الصدر الثاني رضوان الله تعالى عليه مهتما به في حركته الإصلاحية التي كانت ابرز سماتها صلاة الجمعة المباركة والتي تصادف هذا اليوم وهو ذكرى ولادة السيدة الزهراء عليها السلام ذكرى انطلاقتها الأولى في العراق”.
Share