وكالة الاضواء الاخبارية
و.ض.أ/ البصرة/ خزعل اللامي
رغم إنحسار محال الخطاطين بسبب دخول التكنولوجيا والتقدم الذي واكبها في عالم الخط العربي إلا أنه ما زال يجلس في دكانه الصغير في أحد أزقة منطقة البجاري في العشار المركز التجاري لمحافظة البصرة، حيث أصابعه المبدعة التي تعانق أدواته القديمة لتطرز أجمل الحروف، وكأنها قد عشقت تلك الأدوات مخطوطاته فأمتزجت بألوان الإبداع حتى أمسى محله المزدحم تحفة فريدة، نعم المكان فقير بحجمه غني بمنتوجه اليومي.
الخطاط البصري مهدي البدوي رجلاً ودوداً وبسيطاً في التعامل هكذا عرفه البصريون، نعم إنه قامة من قامات الفن التشكيلي العراقي وفي فن الخط العربي بالذات، ورغم التقدم التكنولوجي الذي دخل في كل شيء.. الا إن الرجل ما زال هو.. هو يمارس عمله بإتقان بالغ يدوياً بحرفة قل نظيرها رغم تجاوزه السبعون عاماً ، منشغلاً بحروفه التي يصوغها صياغة بارعة مستأنساً بتشكيلها، ما زال يستخدم أدواته القديمة ولم تستطع التقنيات الحديثة الدخول إلى عمله وتخلصه منها بعد أن أصبحت تلك الأدوات جزءاً من حياته هكذا قال ، في حديثه مازال يحتفظ بقصبات ومواد إنسلت منها حروف رسمت حروف كلمات تحكي قصة الأمس واليوم وغداً في عالم الخط إنه، الخطاط البصري مهدي البدوي.
**متى بدأت مزاولة مهنة الخط؟
-عشقت فن الخط منذ صباي وتأثرت بالخطاطين المرحومين عباس جودي البغدادي وهاشم محمد البغدادي بعدها عملت في بغداد عام 1960وتحديداً في مجلة المتفرج البغدادية التي كان رئيس تحريرها مجيب حسون بصفة خطاط مانشيت ومراسلاً لها حتى عام 1966.
**هل أدخلت وإستخدمت التكنولوجيا أو الحاسبة في عملك؟
-لا.. رغم إن التكنولوجيا وخاصة الحاسبة وبرمجتها تختصر لك بعض الأمور وخاصة السرعة في الإنجاز مع إنني أعترض على عمل هذه التكنولوجيا كونها أساءت للخط العربي لأن الإبداع الفكري لم يعد موجوداً .. لأنك تبرمج الحاسبة وتعطيها الأوامر وبالتالي تعطيك الذي تريد بدون أي تفكير وهنا تكون روح الإبداع فيها خلل نوعاً ما بالإضافة الى أنها حولت أناساً لا يعرفون أصلاً الخط وأسمائه الى خطاطين وأنا لا يروق لي الخط الكمبيوتري، على حد تعبيره.
**ما هي أهم الصحف والمجلات التي علمت فيها؟
-عملت في العاصمة بغداد بصحيفة الفكاهة التي كان يرأس تحريرها حميد محل وأيضا صحيفة النجاح بالإضافة إلى ما ذكرت لك في مجلة المتفرج البغدادي، وأما في محافظة البصرة فعملت مع صحيفة الثغر والبريد والنهار والبحرية العسكرية والقوة الجوية ونشرة التجار التي كانت تصدر من غرفة التجارة في المحافظة، وايضاً في صحيفة الجمعية التعاونية الاستهلاكية لمنتسبي النفط وتعاملت مع رؤساء تحرير مثل شاكر النعمة وعبود البشير وجواد الشيخ حسين وعبد الزهرة عبد الله السلمي.
**من هم أهم الخطاطين في البصرة؟
-استذكر رافعاً رأسه وعلى وجه السرعة استدرك قائلاً، الخطاطين هم عبد الكريم الرمضان وعلي نعيم وخضير الخطاط ومنعم موسى وخليل البدوي، مشيراً الى أن بعضهم توفاه الله ومنهم من ابتعد بسبب عدم قدرته على ممارسة المهنة وسط منافسة المحال التجارية التي تقدم أعمالاً بوقت قصير بعد دخول التكنولوجيا كما ذكرنا.
*ما هي الاعمال الاخرى التي تقوم بها غير الخط؟
-صنع (اللوكو) شعارات الفضائيات والاذاعات وكذلك صناعة الاختام الرسمية والحفر على الخشب مع أنها تدخل في فن الخط لان اغلب الناس يعرفون الخط المتداول وعملت ايضاً في مطبعة حداد لصاحبها يوسف يعقوب ومطبعة التايمز ومطبعة الثغر ومطبعة البصرة ومطبعة الادريسي ومطبعة محفوظ ومطبعة سيد موسى التجارية وصممت أغلفة كتب صدرت مثل بيادر خير للشاعر داود الغنام وتأريخ البصرة لإبراهيم الرويح ودوواين شعر في الفترة المظلمة لــ حامد البازي وعدد من الكتب الاخرى لكتاب وشعراء بصريين.
**من هي النقابات والمنظمات التي انت عضو فيها؟
-عضو نقابة الصحفيين العراقيين منذ عام 1971 ورقم هويتي النقابية 765 وأنا من المؤسسين للنقابة وعضو جمعية الخطاطين العراقيين منذ عام 1986وعضو اتحاد الصحفيين العرب وعضو الصحافة العالمية.
**كلمة اخيرة تحب أن تقولها؟
-أشكرك أولاً على هذا اللقاء الجميل بالرغم من انشغالي لكنني حرصت على توضيح بعض الامور التي ربما كانت خافية واتمنى لمجلتكم التطور من اجل خدمة الصالح العام.
